رسالةٌ إلى أُمي وبيدها الحكاية

Views: 717

غالية عيسى

(شاعرة يمنية مقيمة في سلطنة عمان)

 

سأزرعُكَ

على سنابل الرِّيح

جريحاً

سأجمعُ النَّجمات

على خدِكَ

َ وٲنفخُ قُبلتي المقدسة

في روحكَ المثقوبة

كلُّ قُبلات الحنين

رسمتُها

على جبينكَ المكسور

إني أسألُ البرقَ الآنَ

َ لماذا يحجبُ ضوءَ العقيقِ

إني أسألُ المطرَ

لماذا أطفأ النارَ

على رأسِ الجبل

ٲسألُ  الرَّعدَ

َ لماذا  كسر الجدار نصفين 

أيها العطرُ النائم

على صمت الحقول

أخبرني !

كيف استطيع انتزاعكَ

من عنق الزُّجاجة

كيف ٲُخرجكَ 

من رداء الضفدع الحزين

وٲُعيدكَ كما كنتَ

ملكاً سعيداً

لعلي أستعين بوالدتك

” بلقيس” 

فراشة الأُمهات

أخبرني اللّهُ :

أن لدعوات الأمهات نوراً

في فراديس السماء 

أيها الملكُ المُتعب 

بفعل ارتباك المجرات 

وموت الضمير

تكلَّم!

إني أسألكُ الآن: 

أما آن لجلدكَ أن يتطهر

أما آن لكواكبكَ أن تصحو

وتصفو السَّماء

أيها الضفدعُ الأمير

إني “ليلاكَ”

“سندريلا” الغيمات

ٲمطرتُ دمعاً عليكَ

قطرةً تلو قطرة

ٍيسقطُ دمعي عليك

وٲنتَ طريحُ الأرضِ

وانتَ الهزيل

دمعتي تسقطُ الآنَ

على خدكَ

تسقطُ !

لكنها لا تُحيييكَ

لم تكن تلك خاتمة الحكاية

لماذا أكدتْ لي أُمي

أن النهايات سعيدة

كَ “يمني السعيد”

 كانت

 تمسحُ شعَري

حتى أنام مبتسمة

وأكبر

كي أطير في الحُلم

وٲنسج ٲجنحتي

من خيوط الياسمين

كَبُرتُ يا أمي

وعرفتُ

أن النهايات مكسورة 

وأن الضفدع

مازال ضفدعاً 

وٲن الأميرةَ

مازالت تعزفُ

على قيثارة الحنين

ماتت ٲُمي 

وأفِلَتْ الحكايات

التي كانت تُغني

إلا تلك الحكاية 

مازالت ترنُ في ذاكرتي :

إن اللّهَ يا ابنتي :

“يصنع من الطين كهيئة الطير

فيكون طيراَ بإذن اللَْه”

مازلتُ أُحبُّ

هذه المعجزة يا أمي

حاولتُ أن أرسمَ 

من الطين كهيئة الوطن

فيكون وطناً بإذن اللّه

لكنهُ 

لم يكن إلا “طين”

ومنذُ  تلك الخيبة

هجرتُ الحكايات

يا أمي

،،،،،وذهبتُ إلى النَّومِ ،،،،،،

“وحيدة “

   دون ٲُمي

         دون حكاية

                    دون وطن

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *