قبل أن ننسى

Views: 398

د. جان توما

هنا ، في هذا الحيّ، تجري أحداث المسلسل التلفزيونيّ اللبنانيّ ” حادث قلب” الذي تعرضه قناة mtv من بطولة كارلوس عازار وستيفاني عطالله.

صورة الحيّ لجورج ايلي بندلي

 

لعلّ هذا الشارع العتيق يشير إلى عمق التاريخ فيه. فهذا الحيّ الذي بناه الفينيقيون ما قبل القرن الثامن قبل الميلاد،  ثمّ دمره السلطان قلاوون ١٢٨٩ م. وخرّبه لأسباب عسكريّة ودفاعيّة، بعد انتصاره على الفرنج، وحافظ على اسمه منذ ذلك اليوم إلى الآن” حي الخراب”.

لكن عادت الحياة إليه في القرن السادس عشر مع انطلاق حركة الاستيراد والتصدير التجاريّة، فقامت ورشة بناء القناطر والبيوت من الحجارة المتناثرة، هنا وهناك، قبل أن يقتحم البناء الباطوني خاصرة المدينة التاريخيّة ليوقفه لاحقًا مجلس بلدية الميناء العام ٢٠٠٦ لمصلحة التراث الذي كان، والمحافظة على ما بقي من جماليات أيدي الفعلة الحرفيّة الماهرة.

إنّ العين الفنّية لا يمكنها إلّا أن ترى في هذه الأحياء استديوهات تصوير عفويّة وطبيعيّة، ما يستدعي سرعة المسؤولين في إطلاق حملة ترميم رسميّة لما تبقّى من الميناء القديمة، قبل أن تنهار بيوت التراث الفينيقيّة والبيزنطيّة والعربيّة والعثمانيّة والفرنسيّة والإيطاليّة وغيرها.

هذا الحيّ القديم سكنته جاليات متنوّعة المشارب وفدت من أنحاء هذا الشرق المجروح لتنتقل إلى أنحاء العالم. هنا في آخر بيت على اليمين سكنت المطربة نور الهدى (١٩٢٤-١٩٩٨) مع أهلها في نزوح من مرسين بتركيا، وإلى اليسار ، كما يقال، مدرسة للبنات وهي للجمعيّة الامبراطوريّة الروسيّة العام ١٨٩٩م. وهو مبنى بحاجة الى الترميم ليعود كما كان في الصورة المرفقة.

أحياء الميناء تنتظر الترميم. بدأ بعضه بانتظار النهضة العمرانيّة المتكاملة. فهل تستجيب الجهات الرسميّة والمانحة العربيّة والدوليّة؟!

من كتاب المدارس المسكوبيّة في لبنان

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *