سعيــــد عقــــل… نَـهْـرُ أَشْـعـارٍ يُـحـــاوِرُهُ نَـهْـرُ!

Views: 501

جورج شكُّـور

*هذه القصيدة كُتِبتْ في حزيران 2014 تحيَّـة إلى الكبيـر سعيد عقـل في ذكرى ميـلاده:

 

لِـمَـجْـدِك قُـرْبَ النَّـهْـرِ شِيـدَ لَـكَ القَصْـرُ 

وأَنْـتَ مَـلِيـكُ الشِّعْـرِ، تَـوًّجَـك العَـصْـرُ

هُـنا زَحْـلَةُ الأَبْـطالِ تَـزْهُـو بِمَـنْ بَـنَـــى   

لَها مِـنْ قُـصُـورِ الفِـكْـرِ ما ﭐبْتَـكَـرَ الفِـكْرُ

نَـبَـتَّ بِهـا نَـبْـتًـا كمـــا الأَرْزُ في الـذُّرى  

وَزَهْـرًا فَـرِيـدَ اللَّـوْنِ، طَـيَّــبَـهُ العِـطْـرُ

بِشَـطْـرَةٍ شِـعْـرٍ تَحْـبِسُ العُـمْـرَ، حالِـيًــا  

وَيُـغْـرِي كَـلامُ السِّـحْـرِ، إنْ صَـدَقَ السِّـحْرُ

***

حيـاتُـكَ أَبْـهَـى مـــا تُـصاغُ قَـصِـيـدةٌ     

صَـفائِـحَ مِـنْ تِـبْـرٍ يُـرَصِّـعُهــا الكِـبْـرُ!

مُـهَـنْـدِسُ نَـفْـسٍ أَنْـتَ فـي الأُمَّــةِ الَّـتي   

تَـماهَـى بِـها ما أَنْـتَ تُـبْـدِعُ والــدَّهْـــرُ

تَـصَـبَّـاكَ لُـبْـنــانُ العَـظــيمُ حَــضارَةً

تُــراثًـا على صَـدْرِ الـزَّمـانِ لَـهُ حَـفْــرُ!

فَـغَـنَّـيْـتَهُ أَمْـسًـا بَـهِيًّـا، وحـــاضِــرًا  

رِسـالـــةَ حُـبٍّ يُـسْـتطـابُ بِـهـا الحِـبْـرُ

وَشِـئــتَ لَـهُ مـا شـاءَ رَبُّـكَ فـــي غَــدٍ     

تَــبـادُعَ أَبـنـاءٍ، بَـدائـــعُـهُـمْ  كُـثْــرُ

وَقُـلْـتَ لـهُ: “شَـأ تَــبْـنِ دُنْـيــا، وإنْ تَشـأْ   

تُـزَلْـزِل بنـاهـا”. كَـمْ يَـلِيـقُ بـكَ الأَمْــرُ!

***

يُــهـا الــواسِـعُ البَـحْـرُ الَّـذي لا تَـحُـدٌّهُ    

حُـــدُودُ مَـكــانٍ أو يــمـاثِـلُـهُ بَـحْـرُ!

يُـخَـيَّـلُ أَنَّ اللّـهَ يَـسْـكُـنُ فـــي فَــمٍ  

أَوانـاتِ، يَـعْـلَـولـي قَـصِـيدُكَ والنَّـثْـــرُ

و”مـا هَـمَّ أَنْ مُـتْـنا تَـقُـولُ ولـــم نَـنَـلْ     

مُـنــانـــا، كَفـانا أَنْ مَـسِـيرَتُـنا جِـسْـرُ

بَـلَـغْـنـا عُـلانــا لا ﭐلْـتِــواءَ، وَلا وَنًــى     

وَلا هَـدْنَ أَغْـرانـــــا يَـغُـرُّ، وَلا غَــدْرُ

غَـدًا، في خُـطانا يُـكْـمِلُ الخَـطَّ نُـخْـبَـــةٌ  

بَـنُـونَ، وشَـطْـرُ الشِّـعْـرِ يُـكْـمِلُـهُ شَـطْـرُ

سَـعِيـدُ، غَـدَتْ للشِّـعْـرِ، بَـعْـدَك حُـرْمــةٌ  

وهَـــلْ حُـرْمـة إلاَّ وَبـارَكَـهـا حُــــرُّ؟

سَـمَـوْتَ بِـشِـعْـرِ الحُـبِّ عَـذْبًـا زَهَـتْ بِـهِ 

العَـذارَى، أَمِـيــراتٍ، يُـتَـوِّجُـها الطُّـهْــرُ

وَفي المَـسْـرَحِ العالي تَـمَـثَّـلْـتَ مَـغْـرِبًـا   

تُـشــادُ بـهِ مُـدْنٌ، وقَـبْـلاً، هـــو القَـفْـرُ

تَـبــارَكَ “قَـدْمــوسٌ” على ﭐسْـم “أروﭙَّـــةٍ”  

يُـسَـمِّـي بِـلادًا حيـنَ حـالَـفَـهُ النَّـصْــرُ

ويَــنْـشِـرُ فِـكْـرًا، يَـوْمَ يَـبْـذُرُ أَحْــرُفًـا 

هِـيَ الغَيْـثُ في قُـطْـرٍ يَـعِـزُّ بِـهِ القَـطْـرُ!

***

وَمــا بَعْـلَـبَكُّ الشِّـعْـرِ إلاَّ قــصـائــدٌ 

طَلَـعْـتَ بِهـا، فَـجْـرًا، كما طَـلَـعَ الفَـجْـرُ

ولُبـنــانُ إذْ يَـحْـكِـي، فأَنْـتَ الَّـذي حَـكَـى 

وَلُـبْـنــانُ قَـلْـبُ اللّـهِ ذاكَ هُـوَ السِّـــرُّ

تُنـافِـسُ فِـيــكَ النَّـفْـسُ ذاتًــا عَـلِـيَّــةً 

فتَـعْـلُـو على ذاتٍ، ويَسْـمُـو بِـك العُمْـــرُ

وتَكْـتُـبُ شِـعْـرًا عَـنْ سِـواكَ مُـكَـوْكِــبًـا     

أَمـــامَـــكَ مِـرآةٌ، وثَـغْـرُكَ يَـفْـتَـرُّ …

فيـا زَحْـلَ، يـا حُـلْـمَ الـزَّمـانِ، تَـحيَّـــةً    

تَسـامَـى لـدَيْـكِ العَـرْشُ، وانْـتَسَـبَ الشِّـعْـرُ

هُـنــا الهـادِرُ “البِـرْدَونُ” يَـدْفُـقُ، عارِمًــا  

هُنـا نَـهْـرُ أَشْـعـارٍ يُـحـــاوِرُهُ نَـهْـرُ!….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *