الرياح تعصف في الأعماق
وفيق غريزي
اراك تحمل الأمواج الثقال
مبحرًا على زوارق من ورق
في راحتيك الرقيقتين، الناعمتين
أو في ضفائر شعرك المزروع
في اقاليم البال
اراك تجمع اشلاء النجوم
التي في مداراتها تتوهّج
وتنثر الوميض على كتف الليال.
***
صرخة مدوية تتفجر من عمق
المساء
قمر دوّار يشع بين الغيوم
يمضي، ليرقد على اهداب ناعسة
حين في سريرك ترقد
يتحد الليل والنهار
فتعزف قيثارة الالوهة
في اعراس السماء .
***
الرياح تعصف في الأعماق
وفي المرآة
للريح وجه العاشق المعشوق
انت لا اسم لك
مجهولا عند الآخرين
الوجود يتكهن بك
تسكن غياهب الخيال .
***
الدماء النازفة من عيون اللحظات
دم الطهارة والعطاء
يحملني بلذة على اجنحة الاطيار
اغنّي فرحا أن تكون الكلمات
غبطة أن امتلكك أو افقدك
قدري الانتظار
براءة أن اعرفك مسكونا بالعرفان
ان يا من تمحي الجهل والنسيان
وترفد الغفران
تسد ابواب الغياب
ترميني في البراري والشعاب
سرا، يبدعنا الحب فيه
من سطوته ننعتق
يسكب في جرارنا نبيذه العتيق .
***
مكبل بخيط من لعاب الشمس
تغذ في التحليق بعيدا عن السأم العميق
في ثورة مستمرة افلت من الحريق
ضعت في غابة من الرموز
في فجر اليقظة السحيق
استحم على كسل بالعطر والأشواق
وقوارير الطيب السحرية
الأرض ترنو من خلال الظلمات
لكنها ترسل الاضواء
يشد على عنقها الخناق.
***
ابحر في مدائن الناس
كي من بساتينها اقطف الثمر
فجر القلق يشتعل
في شرايين الضجر
في رقادي اسمع انينها الابكار
واحاديث السمر
احلامي ترف على اهداب القمر
تسكنها رياحين الفصول
يشتلني الزمان زهرة بين الحجارة
في الحقول
في غابة الأشجار والدخان
على اعتاب المساء
اتلو صلاة القطيع للرعيان
وابطال اساطير المكان والزمان
ايد خفية تفك الغاز العذارى
في قمة الالام والمأساة
جدودنا في هذه الدنيا
بعض ذرات تراب….
