لا نُكابر ولا نُبالغ

Views: 266

خليل الخوري 

 

نُكابر إذا قلنا إن اللبنانيين لم يُبالوا بالاجتماع الثنائي، أمس، في قصر بعبدا، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. وفي الوقت ذاته نُبالغ إذا ادّعينا أنهم علّقوا عليه الآمال العريضة. فالتجارب الأخيرة ليست مُشجّعة. من هنا، يُمكن القول إن ثمة خيطاً رفيعاً من الأمل بأن يكون يوم الإثنين المقبل، وهو موعد اللقاء المرتقب بين الرجلَين، مدخلاً إلى تشكيل الحكومة المؤجّل منذ نحو خمسة أشهر. وإذا لم يكن سبيلٌ إلى تأليفها الإثنين، يؤمل أن تؤلف في الأيام التي تليه.

لا نشكّ، لحظة واحدة، في أن التأليف ضرورة. وملء الشغور في السلطة التنفيذية أكثر من ضرورة مع هذا الفراغ القاتل الذي لم تستطع حكومة تصريف الأعمال أن تسدّه، وهي أصلاً لا تتمكّن من ذلك دستورياً، فكم بالحري إذا كانت شبه مُستقيلة حتى من التصريف.

كما لا نشك، لحظة واحدة، في أن نجاح الرئيسَين في «إنجاز» (يا له من إنجاز!) التأليف من شأنه أن يُضفي أجواءً من الراحة والتهدئة مهما كانت محدودة. إن عدم التأليف أو المراوحة أمام الباب المُقفل أو إعلان الفشل، من شأنه أن يقضي على آخر أمل في وقف الإنهيار. وعلى حد قول سعد الحريري من القصر أمس: هناك فرصة يجب أن نغتنمها.

بصراحة، لا نُريد أن نتخيّل أن لقاء الإثنين المقبل سيفشل. لن نذهب إلى ما يذهب إليه البعض بالقول إنه كان على الرجلَين أن يتوصّلا، في لقاء يوم أمس الخميس، إلى التشكيل. من حيث المبدأ هذا صحيح. ولكن على بساط الواقع، نريد أن نفهم ونقبل أن ثمّة أموراً قد تستوجب مزيداً من المشاورات داخل فريقَي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. وهذا شأنٌ لا يُمكن تجاهله.

… أما إذا لا سمح الله فشل لقاء الإثنين في التوصّل إلى نتيجة إيجابية فورية، أو بعد أيامٍ محددة بموعدٍ واضح، فليكن معلوماً أن أحداً لا يحق له أن يلوم الناس على ما قد يصدر عنها (وهو متوقّعٌ بالتأكيد) من ردود أفعال، قد يكون بعضها مدروساً ومخططاً له لغاياتٍ عديدة، ولكن أكثرية الناس التي كواها هذا الواقع المر، لم يعد في استطاعتها المزيد من الانتظار.

من أسفٍ أنه منذ سنوات وحياتنا كلها انتظارات، ومن أسفٍ شديد أنها تنتهي بتراكم الخيبات والفشل، وتعميق الأزمات، وتعقيد المآزق، والدفع الشديد، من دون أي ضوابط، نحو الهاوية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *