المحظور

Views: 9

خليل الخوري 

 

وقَع المحظور وصحّ ما تخوّفنا منه في الأيام الماضية مُحذّرين من أنّ فشل اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري سيفتح الباب على السيىء والأسوأ والأشدّ سوءاً.

اليوم وقعت الواقعة وصار تشكيل الحكومة شبه مستحيل وليس أنه فقط صار مُستبعَداً. والأزمات الضاغطة أصلاً ستواصل من ضغطها حتماً فوق القدرة على الإحتمال، خصوصاً أنها قائمة فعلاً من قَبل النكسة التي مُني بها التشكيل أمس.

نحن الآن لا نتلمّس حتى مجرّد بوادر حلّ في الأفق المسدود ليس فقط على صعيد مساعي تأليف الحكومة، إنما هو مقفل كذلك أمام كلّ شيء. وسرابُ الإرتياح الذي سجّله لقاء الأسبوع الماضي بين عون والحريري، وتمثّل أولاً بأول في تراجع سعر صرف الدولار نحو 35% في الساعات الأولى، تبخّر أمس لتقوم على أعقابه نذر شرّ كبير على الصعدان كافةً.

لقد «فلتت» مواقع التواصل الإجتماعي من كلّ عقال أمس. ومع رفضنا المطلق للكلام الساقط من هنا وهناك نقول إنّ ردود الفعل كانت مُنتظَرة من حيث المبدأ إذ إنها تأكيد على حال الإنقسامات الرهيبة، العمودية، التي يعيشها شعبنا، وهي موجودة في كلّ مسألة وقضيّة. وفي وقت يبدو التمايز في الآراء حالاً إيجابية، إلا أنه يتّخذ في لبنان حالات إنفصام في الشعب الواحد الذي تُسهم الممارسة الرديئة للسياسة في دفعه إلى أخطر مدى.

حدث هذا في وقت لم يعد الإنهيار وقفاً على قطاع دون الآخر، ولا على مرفق دون الثاني. ما أدى إلى فقدان مقوّمات الصمود كلّها.

إننا، إنطلاقاً من هذا الواقع المؤلم، نسأل: من يضمن ألّا نكون قد دخلنا نفق الإنهيار الأمني الخطر جداً، والذي سيكون، حتماً، موجعاً جداً جداً؟

وأيضاً نسأل: من ذا الذي يملك، مع هكذا منحدَر، أن يضمن القدرة على وقف التطوّرات الأمنية التي تبدو نذرها مرسومةً في الأفق المظلِم؟

نعرف أنّ أحداً لا يملك ذلك، حتى مع افتراض حسن النية، فكم بالحري والأطراف الداخلية ليست، في معظمها، أكثر من «ماريونيت» في أيدي الخارج الذي يحرّكها وفق مصالحه، وأيضاً وفق مخططاته، بينما المنطقة تغلي على صفيح ساخن، لا يُقتصَر هذه المرّة على حرق الأرجل، إنما تتأجج نيرانه لتلتهم كلّ شيء!

كم يؤلمنا أننا اضطررنا إلى هذا الكلام بما فيه من مصارحة جارحة.

إنها مرحلة قاسية جداً كُتب على هذا الشعب الصابر أن يواجهها من دون أن تكون له يد فيها، مع هذا الجيل من السياسيين الذين آلت إليهم المسؤولية في السلطة وخارجها… وهم يقودون اللبنانيين إلى الهلاك المحتوم.

(https://editorialrm.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *