تنازل

Views: 11

رضا نازِه

(المغرب)

 

وتَوَهَّمْ أنك تسكن الغاب البعيد

وأن الزمن وجه آذارٍ أبدي

وأنك تجلس على عرش شجرة غير مغصوب

وأنك تأكل مُرَّ أوراق صفصاف

لا يحسدك على مذاقها أحد

أو يقاتلك على مؤنتها أحد

تستعذب مضغها العلقمي 

في صمت المساجد والخلوات

تردد مطمئنا، على منوال جبران

“ما شربتُ كأسا علقمية 

إلا وكانت ثمالتها عسلا” 

وتوَهَّم أنك تتبسم للمدى المُخضر

مثل “كسول” جاك بريفير

ترسم وجه السعادة مِن لا شيء

على سبورة المعلم الغائب الغاضب

تردد مع الرفاعي “أنا العبد اللاش، 

باب الافتقار إلى الله ليس عليه زحام..”

فتملك المدى المخضر دون رسم عقاري

ولا أتعابِ مُوثـِّق يتعبك أنت

ودون مَكسٍ على قيمة مضافة لغيرك ممن لا تعرف

وهو يعرفك.. ويراك من حيث لا تراه

هو وقبيلُه.. يتملكك بموجب “كتاب العِبَر

وديوان المبتدأ والخبر” 

وأنت تحاول أن تفر

إلى الغاب، في الغاب

تملكُ المدى دون أن يملِكك

وتقطع المسافات مشيا على الأيدي

دون أن تمس قدماك أرضَ العلو على الأرض

أرضَ الاقتتال على جثث الحوت والشجر والحجر

مثل كُوسْمِي البارون الصغير 

الهارب من أكل الحلزون 

إشفاقا على الحلزون الوديع

حين كنت تغني له

حين يدب حاملا دارَه 

فوق الحجر

أيها المُعلق فوق الشجرْ

(https://elemergente.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *