الطفـولــة الأسيــرة

Views: 629

 رشـا بركــات (رايتـش) – حكايات رشا

 

يا عالم أرضي محروقة، أرضي حرية مبتورة…

أعطونا الطفولة، أعطونا الطفولة، أعطونا السلام….

من حكاياتي، حكاية مبكية…حكاية تصعق النفوس الحرة وتذيب القلوب الطيبة.

حكايتي عن طفولة أبناء شعبنا الفلسطيني الأسيرة، عن “الأطفال الأسرى” في سجون الإحتلال الـ”صهيوني”.

أفرج الإحتلال عن الفتيين الفلسطينيين قبل سنوات بسيطة، شادي فراح وأحمد الزعتري اللذان بلغا سن الخامسة عشر في الأسر بعد انتهاء محكوميتها التي بلغت ثلاث سنوات.

فقد عقد الفتيين، شادي وأحمد، وهما من ضاحية كفر عقب في شمال القدس، مؤتمراً صحافياً في مدينة رام الله أواخر العام 2015 بعد الإفراج عليهما، حيث تحدثا فيه عن عذاباتهما وتجربتهما في الأسر.

فقد كانت ظروف اعتقالهما مريرة جداً وكذلك كل الأسرى والأطفال منهم في وجه الخصوص….

فقد خضعا لتحقيقات قاسية جداً حيث كان يمارس السجان المحتل لفلسطين، كل أنواع العنف معهما. وأكرر أنهما كانا أطفالا ومدة أسرهما كانت لثلاث سنوات.

فكان السجان يعذبهما ويهددهما مراراً وتكراراً بإعتقال أفراد عائلتيهما وتعذيبهم. والملفت في المؤتمر الذي عقداه، أنهما تحدثا عن معاناة كل الأطفال الأسرى وليس فقط عن مأساتهما الخاصة وهذا دليل واضح أمام العالم أجمع، أن الطفل الفلسطيني، هو من سيحرر فلسطين كل فلسطين ويرفس برجليه كل ما قد تم رسمه من اتفاقيات مع العدو وغيرها من قبل الأجيال التي أخطأ كثير منها سابقا. كذلك، ومن أجل هذا، نجد الإحتلال يلمس هذا الشيء فيسارع إلى تعذيب وملاحقة وأسر أطفالنا وحرمانهم من الحياة الطبيعية لأي إنسان ويلقي كل ما في وسعه للتركيز عليهم. أطفالنا هم هدف الإحتلال مع كل من الناشطين الشرفاء على مختلف أعمارهم وأجناسهم ومعتقداتهم.

قال الطفل أو الذي أصبح يافعاً في الأسر، المحرر، شادي فراح في مؤتمره أن هناك وضع صعب جدا يعيشه الأسرى الأطفال في سجون الإحتلال، وبالتحديد الوضع النفسي بعد التعذيب والتعنيف وبُعد الأطفال عن أهاليهم ومجتمعهم. كذلك، لأن المحققين يتعمدون شتم الأطفال بكل أنواع الألفاظ النابية وإخافتهم وبث الرعب في نفوسهم دون أي حدود. كل هذا لكي يرغموا الأطفال على النطق بما لديهم من أخبار (بحال كان لديهم)، والأكثر من هذا كله أيضا، يرغمونهم على تناول العقاقير المهلوسة والأدوية التي تصيبهم بالهيستيريا.

هل تسمعونا يا جمعيات حقوق الإنسان؟ هل سيصلكم مقالي يا كل الحقوقيين والناشطين باسم الإنسان والطفل؟

فاقرأوا المزيد…سأضيف ولم أنته بعد،

لقد أشار ابننا المحرر، شادي فراح أن المحققين كانوا يغلقون الكاميرات التي توثق مراحل التحقيق بشكل عام وعندما لا يجيب الأطفال الأسرى بالطريقة التي يرغب بها الإحتلال بشكل خاص ويبدأون بضربهم وتعذيبهم بشكل جنوني مخيف.

أما ما أضافه في المؤتمر ابننا المحرر الآخر، أحمد الزعتري، أنه قد تعرض لعملية قتل على يد أحد المحققين. فقد حاول المحقق خنق أنفاسه أثناء التحقيق. وقد قال بالحرف الواحد ما يلي: “كنت قاعد لحالي أخدني أحد المسؤولين على غرفة، وسكر عليَ وبلَش فيي ضرب، وكان خانقني ومكنتش قادر أسوي إشي، والله اللي حماني”.

هل هذا مقبول يا من تنادون أنفسكم بالمعنيين؟ يا من تلقبون أنفسكم بدول حقوق الإنسان أيضاً؟ أحرف مقالي وحكايتي تتوجه لكل قارىء ولكم على وجه الخصوص. أنا أريد تفسيراً على كل ما يحصل من غبن وكل هذا التقاعس…خاصة بحق كل الشعب الفلسطيني وأطفاله!

تحدث أحمد عن مواضيع العذاب الغير طبيعي وعن معاناة الأسرى عموماً والأطفال خصوصاً في غرف انتظار المحكمة. إضافة إلى ما كان يحصل أثناء استعمال ال”بوسطة”  للتنقل والتعنيف الذي كان يحصل داخل تحقيقات “المسكوبية”. ودعا إلى ضرورة العمل الفوري لإنقاذ الأسرى جميعا وخاصة الأطفال (بما أنه كان طفلا أيضا).

وقال أن الإحتلال يتعمد إعطاء الأسرى الأطفال، أدوية شبيهة بالمخدرات لكي يدمنوا عليها بعد التحرير!

عدا عن الضرب والتعنيف والتعذيبات المتنوعة والمستمرة.

هذه هي حكايتي لليوم، فرشا التي عودتكم أن تحمل معها في كل يوم حكاية لن تتوقف إلا إذا تم اعتقالها وتعذيبها أو قتلها من قبل محتل أرضها وموطنها وتاريخ أجدادها وآبائها، وجذر جذورها، فلسطين عروس منطقة بلاد الشام الواحدة والتي كانت دفتها الإقتصادية والثقافية ما قبل الإحتلال والطمس والتزوير والإختراق الفتان لإضعاف شعبها وتشتيته والتشويه به.

29/ 03/ 2001

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *