احذروا الغشّ

البروفسور فادي أبو مراد

تنمو السوق السوداء للقاحات كوفيد-١٩ وإثبات التمنيع بسرعة، عبر العالم، حيث تعب الناس من القيود المفروضة، ويستعجلون العودة إلى الحياة الطبيعيّة.

قد يكون الدافع وراء ذلك، التوزيع غير العادل للقاحات، تاركًا العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في مهبّ الريح.

إنّ حجم المشكلة ضخم إذ يُعتقد أن 10٪ من الأدوية مقلّدة، وفقًا لمنظمة الصّحة العالمية، تبرز نسب أنواع المنتجات المغشوشة للأدوية كالآتي: الملاريا هي (20٪)، و(17%) للمضادات الحيوية، و(8.5٪) لمسكّنات الآلم… 

من الأمثلة أيضًا، اكتشاف المكسيك شحنة مزيّفة من لقاح سبوتنيك v المخصّصة لهندوراس. وفي جنوب إفريقيا، تمّ تهريب لقاحات فيروس كوفيد-19، المزيّفة والمصنّعة، في الصين إلى البلاد. 

لقد أصبح اللّقاح كالذهب السائل في عام 2021، ففي بالتيمور-أميركا، تمّ القبض على ثلاثة رجال لابتداعهم موقعًا احتياليًا يروّج للقاح موديرنا Moderna. وتشير منظمة الصّحة العالمية إلى أنّ شبكات الجريمة المنظّمة تستهدف الآن تجارة الأدوية واللّقاحات لأنّ الأرباح مرتفعة وطرق الجريمة آمنة نسبيّا.

قد لا يسبّب اللّقاح المزيّف ضررًا فوريًا ولكنه قد يؤجّج عدم الثقة بشأن فعالية اللّقاحات. سوف يُعطي الناس أماناً مغلوطاً ويشجّعهم على الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.

لذا من أجل حماية نفسك؛

– اتبع تعليمات وزارة الصّحة العامّة في بلادك. نطمح لأن يكون عملها في لبنان  بكلّ احترافية لتُعيد للمواطن ما فقده من العدالة في القطاعات الاخرى. 

– لا تشترِ لقاحات أو علاجات فيروس كوفيد-19 عبر الإنترنت أو من خلال الصيدليات التي تستخدم الإنترنت لبيع منتوجاتها. 

– تجاهل العروض الكبيرة غير المرغوب فيها للتمنيع، التي تروّج لعلاجات تفعل المعجزات. 

– تجاهل الرسائل النصّية، أو رسائل البريد الإلكترونيّ، أو الردّ على الاتصالات المشبوهة والمتعلّقة باللّقاحات والعلاجات.

– راقب بحذر انتشار بطاقات التلقيح، وجوازات السفر المزوّرة المرتبطة بالتمنيع. إنّها الصناعة الجديدة المبتغاة والقابلة للنموّ في مجتمعات فاسدة لا ضابط لها، لذا نحثّ الناس على عدم مشاركة صور بطاقات تمنيعهم الخاصّة بهم وسائل التواصل الاجتماعي.

ختامًا نتطلّع إلى أن يؤدّي توزيع اللقاح، بشكل عادل على الشعوب، إلى إبطاء الحدّ من انتشار الأدوية المزيّفة وممارسة الغشّ.