العاشق العراقي لفلسطين – بدر شاكر السياب

Views: 700

 رشـا بركــات (رايتـش) – حكايات رشا

 

حكايتي اليوم، عن ابن نهري دجلة والفرات، الشاعر العربي العراقي الأصيل، عاشق فلسطين، بدر شاكر السياب.

ولد البدر في محافظة البصرة جنوب العراق سننة 1926، وهو من أوائل مؤسسي ما يسمى بالشعر الحر في أدبنا العربي. فنستطيع أن نستشف السبب لما تحمله شخصيته من خصوصية ثائرة، لا تهوى الروتين. من هنا، تمثلت ثورته مع غيره من المجددين في الشعر والأدب بإضافة دمغتهم الابداعية لصناعة نوع جديد يبتعد عن الكلاسيكية في الشعر والصياغة الأدبية.

أحببت أن أرسل لشاعرنا الراحل الحبيب وفائي وتحياتي، ذلك لأنني فلسطينية ابنة القضية بكل مضامينها ولأنه أول شاعر أبكتني كتاباته بحرقة عندما كنت طفلة…لطالما أشعلت كلماته في قلبي ناراً أحرقت قلبي المحروق أكثر…وفهمته…وصلني…شعرت به وبأعماق وجدانه…

يا بدر انسابت كلماته انسياباً في عشق العراق والعروبة وفلسطين…يا نبضاً وحساًّ حقيقي غير منمق ولا مشذب ولا متأنق، يا أسطورة حس خام وكتابة شفافة…لكم شغفتني…لأني، أنا نفسي، ذائبة بعشق الأرض والقضية، وكرست لها كل ذاتي حتى تسليم روحي…لتسبح بعدها تلك الروح في بحر مدينتها التي أوقعت امبراطوريات بعشقها، يافااا….

لقد ذهب البابا فرنسيس منذ أيام قليلة إلى العراق، لكنه لم يعرف أنه ما بين العراق وفلسطين ألف قصة وقصة…تاريخ يعشق بعضه بعضا…ليتك يا سيادة البابا تذهب إلى فلسطين، إلى أرض مريم والمسيح، لترى كل فلسطينية، حفيدة مريم، لترى ماذا حل بكل شعبنا الفلسطيني المقموع والمهضومة حقوقه….

يا سيادة البابا فرنسيس، ففي فلسطين حاخام يصلي على أرض يعلم أنها مسروقة! فهل صلاته تجوز؟ بل هل هو حاخام فعلاً؟

 يا سيادة البابا، أتعلم ماذا يحصل في الكنائس في كل فلسطين؟ لن أقول لك ماذا حل بالمساجد وبالمسجد الاقصا المبارك، وفقاً لخصوصية أعمالك، أتعلم عن معاناة أهل بيت لحم؟ يا سيادة البابا فرنسيس…أنا لا أعلم ماذا أقول. أنا كسولة في حروفي لأنني أختنق. لست أنا التي تختنق وحدها بل اختناقي حبة خردل من اختناق كل شعبنا المظلوم يا بابا فرنسيس…بكل فئاته.

يا بدر، ما سر عشقك لجيكور؟ أهو بذاته سر عشقي لمدينتي يافا وكل فلسطين؟ فالبدر قال لجيكور يا سيادة البابا فرنسيس:

“يا ليتني ما زلتُ في لعبي

في ريف جيكور الذي لا يميلُ

عنه الربيع الأبيض الأخضر

السّهل يندى و الرّبى تُزهرُ

ويُطفئ الأحلام في مُقلتي

كأنها مِنفضة للرمادْ

همس كشوكٍ مسّ من جبهتي

يُنذر بالسارين فوق الجيادْ”

وقد عشق فلسطين وتطوع في كثير من الاعمال المقاومة والحركية كما هو مدون عنه في كثير من التدوينات والسير الذاتية…أعلمت عنه يا سيادة البابا؟ أو لم يذكروا لك عنه وعن عشقه لموطني الضائع لأن هذا أمر ممنوع ولأنه علينا سياسة طمس ومحو ونهب وإبادة ولأن نكبتنا لم تنته بعد…

بدر شاكر السياب، لن أتشكرك لأن شكري لن يوفيك حقك ولن يكفيك، لأنك أيضا لم تعمل لتنال الشكر بل لأنك تؤمن بالقضية ولأن شعورك بالواجب هو دافعك…وبدوري، أعتذر منك لأنني نسيت كل عظمة خصالك ومبادئك ورحت لأقول لك شكراً بكل سذاجة…

يا سيادة البابا فرنسيس، إن للعراق وفلسطين مظلومية كبرى، فللعراق وفلسطين ألف قصة وقصة….فليتك تذهب إلى فلسطين…ليتك تذهب إلى فلسطين…

13 /03/ 2021

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *