الذاكرة المالحة

Views: 737

د. جان توما

 

راحت البوابة الخشبيّة المصفّحة بأوراق من الفولاذ، ودرفة الباب الصغير الذي كنا نعبره في الستينيات لندخل ساحة الخان، كما نضب ماء السبيل الذي كان يسقينا أيام الظمأ عند المدخل من الخارج، وطارت اللوحة التاريخيّة من أعلى عتبة الباب.

هنا في العام 1635 م. انتهى بناء هذا الخان وعرف باسم خان الميناء( أو الأسكلة) الكبير أو خان “عبود”،  وأخيرا خان التماثيلي بعد أن جدّد بناءه  الوزير التركي محمد الدفتر دار التماثيلي.

كم تأملنا واجهته المطابقة للنموذج المملوكيّ، وجدرانه المبنية من مداميك الحجارة المتتالية باللونين الأبيض والأسود)، والمقرنصات.

يضم الطابق الأرضي فناء واسعا، مع حوض للمياه، وهو محاط بغرف معقودة السقف. أما الطابق العلوي فهو يحتوي على ممشى يطلّ على الفناء ويتيح الوصول إلى 45 غرفة مجهزة بنوافذ وشرفات تطلّ على الخارج.

هذا ومنذ العام ١٩٧٧ تستكمل المجالس البلدية المتعاقبة إرساء الهويّة السياحيّة للميناء لتظهير مستقبلها الخدماتيّ،  فتمّ إدخال الخان في قائمة الجرد العام للأبنية الأثريّة بموجب القرار رقم 1 تاريخ 15/ 1/ 1974 ، كما استملكت  بلدية الميناء  الخان بتاريخ 4/4/ 1979 بالقرار رقم 81 بهدف تحويله إلى فندق فولكلوري وارتيزانا.

فمتى تتحقق الرؤية السياحيّة للمدينة وتشهد باحة الخان التاريخيّة النشاطات السياحيّة العالميّة المرتقبة، بعد رفع المعاناة  عن الساكنين فيه؟

 

اللوحتان من رسم المهندس جورج أنطون بندلي

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *