أضحى مبارك

Views: 1153

د. جان توما

يفتدينا الله تعالى بخرافِ تضحيةٍ، تعبيرًا عن عبادتنا له، فيما يرفع نير تكاليف الحياة عن رقابنا بمحبته الفائقة وعنايته الإلهية التي لا توصف.

كأنّ قدرنا نحن المساكين أن نكون كشاة سيقت إلى الذبح.

كأنّ قدرنا أن نبقى مشتتين، لا يجمعنا جامع، ولا يراد لنا أن نعتصم بحبل الله كي لا نتفرّق.

يأتي اليوم عيد الأضحى المبارك والوباء يجتاحنا، أو نسمح له بعدم الوقاية باجتياحنا.

صار القناع ملازمًا للفم والأنف كي نفقد النطق، ونعتاد على عدم شمّ الآتي، والاحتراز له.

لم يعد ينقصنا إلا الكلام بالإشارة عن بُعد في خضّم التخلّي عن الحرف العربي في الكتابة لمصلحة الحرف اللاتيني باللفظ العربي.

ضحينا بحروفية اللغة واستقدمنا ما ليس منا، وليس لنا، وسررنا به من دون أن نعي خطورة إسقاط الشكل العربي، واستبداله بشكل لا يعنينا وليس من تراثنا.

عيد الأضحى المبارك يبقى مباركًا، لأنّ معراجه هو العلي الساكن في سموات القلوب. له تدين الشرايين بالحياة ، والعينان بنعمة الغفوة ونعمة القيام، والجسد بالصحة التي يبحث عنها المرء كلّ يوم وصارت من مشتهيات النفس طمأنة وهدأة بال.

هو الأضحى يطال كلّ المؤمنين إنّ آمنوا بالحجّ إلى أبي الأنوار، في كلّ آن، عبر مرضاة تعاليمه، والتمسّك بوصاياه، والشهادة له في هذا الزمن العصيب، ولا زمن مُتْعِب، لأنّ المولى في كلّ الأزمنة حاضنا ومنانا ورحيما.

هو الاضحى، فاطرحوا عنكم كل ما ليس من مكارم أخلاقنا، ولنعد إلى تراثنا فيما نواكب الآتي لنعبر الجسر خفافًا، وقد تغيّرت أحوالنا وأوضاعنا وتبدّلت أنماط الحياة.

عسى أن يعود عيد الأضحى المبارك  وقد تبدّد الداء، وتنقّت الأجواء، وصفت النيّات، وتعمّمت ثقافة الوقاية لتكثير حالات الشفاء.

 

(*) الصورة: مسجد الشكر في مدينة الميناء بعدسة

السيّدة براءة درويش.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *