جميل الدويهي: جائزتي “أفكار اغترابيّة” علامة نور وحرّيّة وإبداع

Views: 677

يحتضن ليل سيدني30 حزيران المقبل، تحديدًا ضاحية غرانفيل، “مهرجان الأدب المهجريّ الراقي” في نسخته الخامسة، يتخلله تقديم جائزة “أفكار اغترابيّة” لنخبة من أهل الفكر… وذلك بعد توقّف عامين تقريباً. في المناسبة كتب د. جميل الدويهي مؤسس جائزة “أفكار اغترابية” على صفحته على “فيسبوك” كلمة حول هدف اضطلاعه بمشروع الأدب المهجري الراقي والجائزة التي كرمت إلى اليوم عشرات المبدعين من لبنان والدول العربية…

د. جميل الدويهي

منذ انطلاقة جائزتي “أفكار اغترابيّة” في عام 2016، ما زلت أؤمن بأنّ هذه الجائزة هي علامة نور وحرّيّة وإبداع.

النور لأنّ من يستحقّونها هم أهل النور، ولولا هذا النور الذي يشعّ من قلوبهم وأفكارهم، لما كان للجائزة أيّة قيمة، فبهم ومعهم تضيء، وتزداد إشعاعاً في مختلف الأصقاع، وتحمّلهم في المقابل رسالة ومسؤوليّة: أنْ ظلّوا أنتم رسل الحرف والحضارة، ولا تمنعْكم صعاب عن متابعة رحلة اخترتموها منذ الولادة أيّها المختارون، والقيّمون على كنوز الأرض.

والحرّيّة، لأنّني حرّ منذ ولادتي أيضاً… ولي الحقّ أن أدعو إنساناً إلى بيتي، فأكرّمه، وأهديه ذهباً وياقوتاً، وألقي عليه خطاب مديح، ولي الحقّ أن أكافئ سائق سيّارة أجرة، وحمّالاً، وكنّاس شوارع… ولست مهتمّاً بقادة المجتمعات، والمصلحين والمبشّرين، ولا بتصوّراتهم القياديّة، ولا بانتقاداتهم التي لا محلّ لها من الإعراب، فليس من قائد لي، على الأرض وفي جميع الكواكب، إلاّ الله تعالى…

والإبداع، لأنّ وراء الجائزة طاقة إبداعيّة قوامها 44 (أربعة وأربعون) كتاباً متعدّدة الأنواع الأدبيّة وباللغتين، هي كتبي، يضاف إليها 15 (خمسة عشر) كتاباً صدرت أو ستصدر عن أعمالي بحلول نهاية العام، يضاف إليها أيضاً (22) اثنان وعشرون كتاباً لمبدعين صدرت من مشروعي أو بعنايته واهتمامه… ومعها مهرجانات أدبيّة حاشدة، وعشرات المقالات، والأوراق والمحاضرات الجامعيّة، ومئات الافتتاحيّات، ورصيد إعلاميّ في الإذاعة، والتلفزيون، والجرائد… كلّها إبداع راق ليس فيه تجريح لإنسان، ولا سخرية ولا إقذاع… أدب رفيع بات موضوع اهتمام الدارسين، وأُطلق عليه اسم النهضة الاغترابيّة الثانية.

أنا أبارك كلّ تكريم من أيّ جهة أتى، وإلى أيّ جهة يذهب، لسببين: الأوّل أنّ التكريم هو عمل خير وليس عمل شرّ… وإذا كان هناك مَن يتضايق من عمل الخير، فبسبب علّة فيه… وثانياً لأنّ التكريم خطوة إلى الأمام، ولا أحد يسير إلى الوراء ما عدا الناكرين لحركة الزمان.

والمهمّ المهمّ أنّنا نكرّم في مشروعي “أفكار اغترابيّة” أناساً جاهدوا، ولمعوا، وقدّموا للبشريّة الكثير. وهم يشبهونني في سعيي ونضالي المتواصل. بل يسيرون وأسير معهم… مبدعون ترفّعوا عن المادّة، وتجاوزوا الانتماءات والأديان والأحزاب، ليكونوا هم الرسل لحضارة إنسانيّة جديدة أعتزّ بها وبروّادها المخلصين.

نعم. جائزة مشروع أفكار اغترابيّة، ستلمع في ليل سيدني، 30 حزيران المقبل، وستستضيف ضاحية غرانفيل الحدث، بعد توقّف عامين تقريباً. وستكون الليلة الكبيرة ليلة احتفاء بعودة الحياة، ولي غبطة كبيرة بأنّ نخبة من زملائي الكبار سيُكرّمون في سيدني، وستُضاف أسماء جديدة إلى أكثر من ثلاثين مكرّماً في السنوات الماضية… والذين يفرحون مع الفارحين سيكونون حاضرين معنا، ونحن في حضرتهم نكبر… وسنزداد كبَراً.

***

(*) مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني 2021

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *