خوف
جوزف أبي ضاهر
هوس التسلّط ميزة الضعفاء، ولو جلسوا على كرسي حكمٍ ولبسوا تاجه، وامتشقوا الصولجان عصًا لضرب الخوف.
ابتكار
انتصارات الساسة في شرقنا العربي مسروقة، بكلّيتها، من «دون كيشوت» الذي ابتكره سرفانتس. ربّما هم سبقوه وسرق هو «الابتكار» منهم.
إبهار
الإبهار في الكلام هو المدخل السرّي إلى الخداع فالكذب، هربًا من وجعِ سوطٍ في يد الحقيقة.
حقائق
تلبسُ الخرافات ثيابًا ملوّنة لتسجن الحقائق تحتها. تخاف تظهر عارية، فتشتهيها الشمس منصة لحضورها.
«يا لطيف»
… ومن هو هذا «اللطيف» البشوش ليلطف بحالنا في الزمن الأسود؟
هل رأيتم في الشارع لطيفًا يبتسم؟
عارية
مررت بشجرة عارية تقف في العيون ولا تخجل.
شددت على ثيابي كي لا تقع عنّي… كي لا أقع معها.
جهنّم
سأل الصغير والده: هل تقع جهنم تحت الأرض التي نقف عليها ونمشي وننام؟
أومأ والده برأسه إيجابًا. خاف الصبي ورفع قدمه الصغيرة عن الأرض متمتمًا بسؤالٍ ثانٍ:
… وهل الأرض «قويّة» كي لا تسقط بنا إلى تحت حين نحفرها، أو نهدم البيوت فوقها؟
غير مسموح
غرفُ الماضي لا تصل السلالم إليها. مفاتيح أبوابها ضاعت. ثقوب شبابيكها غطّتها العناكب، وتآمر الصمت والنسيان لإخفاء ما لا يَسمح أن يُعرف.
نقّاد
يكتب النقّاد في شرقنا نقدهم بحبر مشاعرهم وصداقاتهم لمن كتب… وليس لما كتب.
الحب والكره في حدّي كلمة يستخدمها «النقّاد».
إذا حلّ الأوّل فاض بحر الإعجاب والفرادة. وإذا حلّ الآخر تلبّدت السماء وارتفعت يد سيّاف ينفذ حكمًا بالإعدام.
ثياب
ثياب الشجر في حرّ الصيف، غيرها في أيام برد الشتاء.
الصيف يحب الإغراء، والشجرة امرأة ولدت لتكون مغوية.
عطر
تعرف الوردة أن عطرها ليس ملكًا لها وحدها.
وتصرّ على الاحتفاظ بذكرياته لها وحدها… حتّى بعد أن يذبل.
شك
لا يُؤخذ – عمومًا – بالرأي الصواب في كتابة التاريخ، في تسجيل الأحداث المهمة.
يجلس الشك فوق صدر الحقيقة مانعًا الهواء من الدخول إليه.
تعب
يخرج النمل فجرًا إلى عمله، ويعود مساء محمّلاً بالغلال والبركة.
يخرج الإنسان فجرًا إلى عمله، ويعود محملاً بالتعب والقلق الذي سيلتقي به في غده.
بحر
تعشق أصابع الموج رمل الشاطئ وتجاهر، تعبث به أمام كلّ العيون في وضح النهار… وفي عتمة الأفكار… ولا من يعترض.
أجواء
لا صلة قربى بين العقل والقلب.
يتجاوران، يتقاربان، يتخاصمان ويتنافران على نُسيمة طريّة ترطب أجواء الحياة الضاغطة بالمتناقضات.
