طريق

Views: 350

جوزف أبي ضاهر

 

أمشي فأشعر أن قدميّ تبتلعان الطريق.

أنظر خلفي فأرى الطريق تلاحقني: أخاف، أركض، ألهث، وأظل في مكاني… وتظلّ الطريق.

 

خدعة

صفحة الماء مخادعة، كاذبة تلعب مع الهواء، وتضطرب من رمية حجر.

ظننّاها مرّة للكتابة، ضحكت علينا وسرقت كلماتنا وأقلامنا.

 

بيت

رسمت بيتًا. فُتح بابه أمام عيني لأدخل مع دهشتي.

هممت فصفعني الباب وطردني:

­ أُطلب موافقتي قبل أن تدخل.

 

قناع

يعرّي القناع لابسه من اسمه، من هويته، من شكلٍ لا يكتمل حين الشمس محجوبة عنه.

 

حرّية

بحثت في ذاكرتي عن صورةٍ تعيدني إلى الشباب، بل تعيد الشباب إليّ، فأتنفس عميقًا… عميقًا،

ولولا خوفي من الاختناق لتركت لرئتي حريّة الخروج من صدري.

 

… وحرّية

سجنوا الحرّية. خافوا «سطوتها».

القانون ليس حضاريًا. اختاروا أسلوبًا يناسبهم لتطبيعه.

 

تراب

وقفت الراقصة على قدمٍ واحدة.

لن تسلّم جسدها كاملاً للأرض.

تراب الأرض لا يشبع، يأكل ما يقترب منه، حتّى، ولو كان من نسغه… يستعيده.

 

صوتي

أتركُ صوتي حين يصرخ. هو الأكثر جرأة منّي في الاحتجاج، في الرقص، في الحبّ… وفي كتمان سرّي حين يلبسه الغضب.

 

جيب

«تواضع» غَنيٌّ وصافح فقيرًا، قبل أن يقول له: كلّ هذه المسافات التي عبرت فيها إلي هي ملكي.

انحنى الفقير وأخذ قبضة تراب ووضعها في جيب الغني الذي صرخ به:

­ ويحك ماذا فعلت؟

ردّ الفقير مبتسمًا تمتّع الآن بها في جيبك. غدًا سترحل وجيبك فارغة.

 

حلم

أخرج من جسد اللحظة إلى وساعة حلم. سبقني إليه من يوم بدأت أنظر إلى الغيب نظرة منتظر لا يعرفه، ويدّعي انتظاره.

 

أمنية

غسلت امرأة مريول ابنها الصغير، وعلّقته مبللاً بالتمنّيات:

«أن أراه على جسد صغيري، قبل رمي روزنامة الأيام في سلّة المهملات».

 

عين

عين النافذة حدّدت مَهَماتها ورغباتها:

ما أراه هو ملكي… وحدي.

ومن يرى ما لم أره لا يملك القدرة في الاحتفاظ بشيء منه.

 

قميص

سأل الصغير أمه:

­ أليس عند الزّهر سوى قميص واحدة؟

… وإذا اتّسخت، مَن يغسلها له؟

 

مبخرة

الهواء مبخرةُ الغيم.

ما شممنا عطره، إلا ساعة قرّر الشتاء غسل المبخرة، وإطفاء وهجها.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *