الشبـــاب الفاعــــل

Views: 420

رشـا بركــات (رايتـش) – حكايات رشا

 

حكايتي اليوم ليست عن المحتل وإنما عن الشباب الفلسطيني الفاعل في مدينتي يافا خاصة وفلسطين عموماً.

كما كتبت سابقاً في بعض مقالاتي عن إثبات الوجود الفلسطيني، كمقال “ميسر سري”، “السرايا الثقافي، مسرح السرايا العربي – يافا”، “صابون يرشح بالحب” و”المقاومة باللغة العربية”، مقالتي اليوم تستكمل الحديث عن روحية الإصرار والعزيمة لدى “شبابنا الفاعل” في الداخل أيضاً.

هل هناك جمعيات فلسطينية تلملم جراح مجتمعنا الفلسطيني في الداخل وتحاول أن تقدم أعمالاً فيها تنمية وتطوير لأهالينا؟

 فأنا عن نفسي، كنت قد أسست مشروعا وليس جمعية وأسميته “إنجاز لتنمية القدرات” قدمت فيه دورات تنموية وتوعوية مثل التصوير الفوتوغرافي والإسعافات الأولية والأنشطة التوعوية البيئية إضافة إلى أنشطة ترفيهية واشتراك في أمور إغاثية في بعض مخيمات لبنان للمجتمع الفلسطيني وكذلك قدمت أنشطة في غزة وأحييت فكرة الحكواتي للأطفال والتوثيق لكبار السن….لكن، أنا أتكلم اليوم عن شباب فاعل في ظل الإحتلال، في مدينتي الحلم، يافا، التي لم أدخلها بعد. 

نعم، يوجد جمعيات فلسطينية وبرغم الإحتلال وفي ظل وجود كل أنواع العقبات والمخاطر في مدينة يافا العريقة التي نسبها الإحتلال وأسمى أجزاءها ب”تل أبيب”. أتكلم عن خيرة شبابنا، عن وطنيين أحرار وعن شباب فاعل متعلم راقي يبحث عن كرامته ولديه حس مسؤول وواعي تجاه أهله. 

مثلا”، هناك جمعية عرفت منها بعض الأشخاص الطيبة من مدينتي، إسمها “جمعية حركة الشبيبة اليافية”. تأسست هذه الجمعية سنة 2010 كحركة أولاً تجمع بعض الشباب المتحمس الأعزل الغير طائفي أو منتمي لأي حزب كان. والملفت بالأمر، أن الموضوع توسع ليشمل ليس فقط أهلنا اليافيين إنما انضم إلى تلك الحركة عشرات الشباب الفلسطينيين من يافا وخارجها. ألا يدل هذا الأمر على أننا كمجتمع فلسطيني، لا زلنا أحياء ولم نندثر بعد؟ على أن نخوتنا لفلسطين لن تموت؟ 

سأكمل حكايتي، فأنا لم أنته بعد….

أهداف تلك الحركة التي وضعها شبابنا في الدخل المحتل تتألف من خمسة مبادىء أساسية:

  1. تعزيز الهوية الفلسطينية
  2. تعزيز اللغة العربية
  3. تعزيز روح التطوع
  4. السعي لتطبيق المساواة بين الرجل والمرأة
  5. العمل على التوجيه المهني والدراسي.

ما أهم هذه الأهداف! لقد أصابت صميم العمل الإجتماعي والروحية الوطنية. هذه أهداف بنَاءة بإمتياز وواضحة الإتجاه والتوجه نحو وضع فلسطين كمركز للدفاع عنها. 

لاحقاً، وبعد مضي خمسة سنين من التجمع والعمل، أي في سنة 2015 أثمرت جهود شبابنا الفاعل فتحولت الحركة إلى جمعية رسمية وركزت على ناحية التوجيه المهني والدراسي لما فيه من أهمية لتطوير المجتمع المتألم والذي يعاني من عدة ضغوطات، ونظمت دورات على مدار ثلاث سنوات لطلاب مدارس عربية كتحضير للتعليم الأكاديمي. تدرجت أعمالها وجهودها حتى كانت فكرة برنامج البودكاست تم إطلاقه في شهر آب لسنة 2020. 

برنامج البودكاست يقدم مواضيع متنوعة تابعت منها بعض المواضيع حول المدن والقرى الفلسطينية ما بين الماضي والحاضر، منوعات كمتابعات لكرة القدم والرياضات، مواضيع اجتماعية واستضافات تربوية وتوعوية….مجموع ما تم تقديمه حتى الآن ما يعادل الثماني برامج.

مؤخراً، أي ابتداء من شهر شباط الفائت، تم افتتاح دورة ال”تطريز الفلسطيني” وتمت بتخرج طلاب للفئة الأولى وحسب ما علمت أن هناك المزيد واحتمال تكرار هذه الدورة الفلسطينية الطابع لأنها تصوَب أيضا على الإحتفاظ بالتراث الفلسطيني في ظل محاولات سرقته ومحاربته. طبعاً عدا هدفها التنموي في إطار المهارات. 

حكايتي لليوم، عن الشباب الفاعل، عن جمعية حركة الشبيبة اليافية، عن قضيتنا التي لن تموت، عن قصة الوجود الفلسطيني في شتات وداخل يصر على إبقاء هويته مهما نال نكران الأخ قبل الغريب….

إلى محبي التطبيع أقول: فلسطين دارنا ودرب إنتصارنا والحق يعلو ولا يعلى عليه….. 

 09/ 04/ 2021

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *