“ملاك هارب من الربِّ”

Views: 356

نيسان سليم رفعت

من على ضفافِ ذاك النهر

‎نثرتُ أممَ نصوصي ‎وبكرَ أشعاري

التي أينعت في مواسم ِالقحطِ

 ‎أفكرُ بذاكَ الذي لم ينتبه

‎كيفَ عكرتْ صفوَ ملامحهِ السنواتُ

 ‎وتشربتْ جريان نزوحه ِالمدنُ ‎أليوم

…. سأخلعُ عني ذاكَ الرداء

 المليء ‎بالألوانِ السوداء

 ‎وأنتشي بما تبقى لي ‎

 أرفعَ رأسي

‎كما ينسل السيفُ من غمدهِ

‎أطالع ُالشمسَ

 وإن كان َوقت الغروبِ

 ‎أعيد ُأكتافي إلى الوراءِ

 وأغير ُمن وضعِ ساقي

 ‎أعودُ إلى عزِّ إيامي

‎وأستذكر ماقاله لي ‎عند َولادتك

….. …..

 ‎أمسكتُ بيديكَ ‎

 كانت أصابعك تشبه أصابع عازف بيانو

 ‎نظراتك لم تكن طائشة

 ‎كانت تحملُ في صفائها ‎سنواتٍ غائمة

‎حينها أرتعشت أطرافي

 ‎كخوفِ الطيورِ من صوت ِالبندقيةِ ‎

جفلت ُوأنا أرى طالعك،

 ‎ثيابَ أيامك،

 ‎تعوم ُكالسمكِ الميتِ ‎

على سطحِ المحيطِ

‎أخبرني…..

  ‎وبعد اليوم

 ‎كيف َ ألد ُالشعر َدونك

‎والحبُّ لدي يملأ منثور َالبنفسج ‎

على سفحِ المدى

 ‎وقبلٌ دبقة ٌ بوسعها أن تغطي الأماكنَ التي تركناها مكرهين

 …… ……. ‎

ما زلت أحلم أن أعيشَ للمئة

 ‎أواكب كل َّ التفاصيل التي أكرهها….

 ‎أحمر ُالشفاهِ على فستاني الأبيض َ

‎جعلني أبدو ملاكاً هارباً من الربِّ…

 ‎بوسعي أن أضاعفَ العمرَ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *