رَسولَةُ الآلهةْ

أنا رَسولَةُ الآلِهةِ ومِنها إليكِ، أنا إيريسْ

إلَهَةُ قَوسِ البَهاءِ أمامَكِ، إبنةُ الشمسِ

والدةُ الألوانِ وشُعاعُ الآمالِ، آيةُ جمالْ

أركَعُ عندَ آلامِكِ خاشِعةً وأُلقي السّلامْ

لمّا تكسَّرتِ الحِرابُ والمَساميرُ على جسدِكِ

وغَزى السَّوادُ القُلوبَ والعُقولَ والأَجسامْ

جَزِعَتِ الآلِهةُ أصابَها الهمُّ والنَّدمُ والغَمامْ

تنادَتْ توافَدَتْ واجْتَمعتْ لِخَلاصِكِ ومُناصَرتِكِ

تَحادثَتْ، تَحاوَرتْ وارتأَتْ أن أكونَ رسولَتَهُم إليكِ

ورايةَ البُشْرَى، لِأرْوِيَ التاريخَ والمَاضِي

وأرسُمَ حاضِرَكِ والآتي بالألوانِ والرُّموزِ

واقتِفاءِ مَدارِ الشمسِ والنورِ والغيومْ، لِكَي تطمئِنّي

عَرَجْتُ على أولادي ألوانِ الكَونْ، قَطَفتُ

حَزمةً من شُعاعِ رَذَاذِهم حَمَلتُها بين ذِراعَيَّ

ضمَمتُها إلى صَدْري بِالحَنانِ وجِئتُ رَسولَةً

من الآلهةِ إليكِ، يا دُرّةَ المَدائِن ولُمَعَ الأنوارْ

واحداً واحداً أُقدِّمُهُمْ خاشِعينَ حامِلينَ

كلٌ رِسالتَه مِنَ الآلِهةِ إليكِ وعَنكِ

لِيَشْرَحوا ويَسْتَشْرِفوا، يُطيِّروا الْهَمَّ

عَنكِ والكَدَرْ ويُعِيدُوا البَهجَةَ والسَّمَرْ

***

(*) من ديوان “ألوانُكِ البَهاءُ، يا أنتِ” نشيد لأجل أطفال بيروت الصادر حديثًا عن دار نلسن في بيروت