سليمان طرابلسي القاضي المسكون في القانون والفضيلة

Views: 597

المحامي د. ابراهيم ألفرد طرابلسي

 

لا تكفي سطور قليلة أردتها وجدانية لإيفاء “ابن العم” كما كان يناديني حقه .

عُرف سليمان شفيق طرابلسي بتواضعه وثقافته القانونية الواسعة ليس في قاموسه إلا تعابير المحبة واحترام الغير، لا تفارقه البسمة، سريع النكتة، دائم الحضور بين الأهل والأصدقاء والمحبين الكثر. لم أعرف شخصا اشتكى أو تذمّر من تصرفاته. صادق في أقواله متميّز في سلوكه المستقيم والرصين أينما حلّ وفي أي مركز شغله في القضاء أو الوزارة، عفيف النفس، نظيف الكف، مرتاح الضمير. متمسّك بما يمليه عليه القانون مُردّدا أنه يتقيد بما يقوله “الكتاب” على غرار الرئيس فؤاد شهاب – مسكون في القانون والفضيلة.

مُصلحٌ بين الناس مُوزّعاً المشورة بحكمته وصفاء ذهنه. هذا هو عنوان مسيرته في الخدمة العامة والمجتمع.

أقول بكل فخر إن ابن العم سليمان هو من نخبة مدرسة الأوادم في لبنان.

سليمان طرابلسي

 

تأثرتُ كثيراً منذ مطلع شبابي بمسلكيته الحسنة ومحبته الفائقة لعائلتنا فاتخذته مثالاً احتذي به. شجعني على دراسة الحقوق والدخول في ما بعد إلى سلك القضاء من خلال المشاركة في مباراة المعهد دورة ايلول 1968 الملغاة في ما بعد.

كان فخوراً ان بلدتنا الحبيبة مشغرة جارة القمر أعطت الكثير من رجال القانون المميزين مُعدّداً أسماء:

السيد شريف الحسيني، فؤاد الصغير، نسيب عائلة طرابلسي نقيب المحامين في بيروت فؤاد اسكندر رزق وزير العدل في ما بعد، د. حسن عواضه وسواهم، مُردّداً “علينا يا ابراهيم أن نحذو حذوهم ونتخذهم مثالاً لنا في العلم والثقافة”.

سليمان طرابلسي لبناني أصيل، مؤمن بالعيش المشترك والالتزام الدائم به، مُشجعاً مع المثلث الرحمة المطران سليم غزال للعودة إلى بلدتنا مشغرة، وأصبح حضور قداس عيد انتقال السيدة العذراء في الخامس عشر من آب عنواناً رمزياً لهذه العودة .

مسيحي ملتزم لا يتأخر المرء من اكتشاف صفاء إيمانه، غارق في صلاة عميقة تتجلّى ملامحها على محياه.

محبٌ لكنيسته الروم الملكيين الكاثوليك، متعلق بجمال طقوسها، قريب من مؤمنيها ومن الإكليروس يبادلونه المحبة والتقدير.

خطفه وباء كورونا اللئيم الفتاك الذي لا يرحم أحدا من بين أهله واحبائه الكثر. يا لها من لعنة الزمن وبئس المصير.

وداعاً يا ابن العم الحبيب يا رسول العدل والمحبة والإيمان. أنت تسكن اليوم في جوار المسيح أطلب منه الرحمة للأهل والأصدقاء والسلام للبنان.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *