قصة قصيرة/ عروس…

Views: 681

 نبيل معوّض 

كانت تحلم ككلّ الفتيات، بشابّ أسطوري يأتيها كفارسٍ على حصانٍ أبيض لكي يخطبها، لكنّها كانت تعلم أنّ هذا الأمر شبه مستحيل، فهي لا تملك ذلك الجمال الخارق ولا تلك الطّباع السمحة التي تجعل كلّ من يراها يعشقها. لكنّها كانت مصمّمة على الفوز بعريس “لقطة”. تعرّفت أخيراً إلى شابٍّ يمتُّ إلى والدتها بصلة قرابة بعيدة. قيل لها أنّه شابّ ممتاز وقد أمضى بضع سنواتٍ من حياته في المهجر.

وفي يوم اللّقاء المدبّر، انتظرته في مكان عملها؛ لم يطل انتظارها فقد دقّ باب مكتبها شابّ تدلّ هيأته على أنّه اختبر الحياة بحلوها ومرّها؛ سلّم عليها وعرّف عن نفسه. ابتسمت له وتبادلا بضع كلمات كانت عبارة عن موعد في أحد مقاهي الرّصيف. التقيا بعد يومين، وبعد تبادل التّحية، بدأ الشاب حديثه بسؤالها: هل يمكنك أن تصفي ذاتك وشخصيّتك؟

.أجابته: أخبرني عن شخصيّتِك أنتَ أوّلاً

أنا صريح، صادق، وقح وجريء. وأنتِ؟

.عليكَ أن تكتشفني بنفسك. أنا لن أخبرَك شيئًا عني

. و لكن هذا يدلّ على أنّك إمّا متحفّظة أو خبيثة

اعتبرت ردّه إهانة، لكنّها لم تُظهر ذلك بل ابتسمت. توالت اللقاءات ولكن الشرارة بينهما لم تشتعل، أو أنّها كانت تنطفئ قليلاً بعد كلّ لقاء. وفي آخر لقاء بينهما قال لها: لا أعتقد أنّ بإمكاننا الاستمرار بالعلاقة. لم تتعجّب من كلامه، فأكمل قائلاً: كلّ الفتيات اللّواتي خرجتُ معهنّ ولم تستمرّ علاقتي بهنَّ، كنَّ يتزوجن بعد أن نفترق بستّة أشهر.

سألته بدهشة مصطنعة: وكيف ذلك؟ ولماذا؟

لأنّني أسلّط الضّوء على كل ما هو جميل في الفتاة التي أكون برفقتها وأجعلها تعتقد بأنّها أجمل نساء الأرض وأمنحها ثقة هائلة بنفسها وأحذّرها من عيوبها أو عادات سيّئة كي تتجنّبها.

هل يأتي كل هذا بلا مقابل؟

لا، لكنّني لا أطلب أكثر ممّا أستطيع أن أقدّمه.

وهذا ما لم تجده فيّ؟

أنتِ أدرى بذلك.

وحاول كلّ منهما اختصار الحديث أو إنهاءه حيث لا فائدة من الإطالة، وودّع كلّ منهما الآخر دون ندم متمنّيًا له التوفيق.

لم يمضِ أربعون يومًا على افتراقهما حتى أرسلَت له بطاقة تدعوه فيها إلى حفل زفافها.

النهاية

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *