رأي تربوي في شأن ما يُرَوّج لاعتماد التعليم عن بعد

Views: 774

د. عبده لبكي

أنا لا أشاطر أصحاب هذه الدّعوة رأيهم انطلاقاً من عدّة أسباب :

منها ما هو تكنولوجيّ ومنها ما هو تربويّ .

على الصعيد التكنولوجيّ :

١- مشكلة انقطاع التيّار الكهربائيّ المتكرّر .

٢- مشكلة ضعف الأنترنيت .

٣- مشكلة القدرة على حيازة “اللّابتوب” أو “الآي باد” لأكثر من ولد في العائلة الواحدة

٤-مشكلة تعطّل هذه الأدوات ..

من النّاحية التربويّة :

١- لن تكون المعلومات بالكثافة المطلوبة لتلبية الحاجة إلى تكامل العناصر المعرفيّة

واستيفاء البرنامج الأكاديمي مجملَ دروس موادّه في كلٍّ من سنوات التّدريس .

٢- لن يكون بمقدور المتعلم أن يفهم ويستوعب في غياب الشرح المباشر وعدم تفسير ما غمض أو صعب من الفاهيم الأساسيّة في مختلف الموادّ ولاسيّما في اللّغات .

٣-لن يكون ممكناً” التمرين “لإنماء المهارات والقدرات وتحقيق الكفاية .

٤- سيكون من الصعب تقييم مستويات ما بلغ إليه المتعلّم من مكتسبات معرفيّة وقدرات ذهنيّة ومهارات تطبيقيّة .

٥- سيكون التفاوت شاسعاً بين من استطاع التحصيل ومن لم يستطع وفي هذا ظلمّ يطاول جميع الطّلّاب .

٦- سيتخلّف العدد الأكبر من الطلّاب عن الانتقال من صفّ إلى صفّ أعلى وفق ما تستوجبه مستويات التحصيل .

٧- ستكون النتائج غير مضمونة وغير صحيحة وسيدفع الثّمن معظم أبنائنا من الطلّاب .

عدا انكفاء التواصل الاجتماعي وهو من عوامل أنماء الشخصيّة الاجتماعية في أي مجتمعٍ إنسانيّ .

وبناءً على ما تقدّم :

١- من الأفضل والأضمن تقسيم اليوم المدرسي إلى دوامين على ألّا يتجاوز عدد الحصص أربع حصص في الدّوام الواحد

 (٥٠  دقيقة لكل حصّة أو ٤٥ دقيقة )

الدّوام الأوّل قبل الظهر .

والثاني بعد الظهر .

٢- تقسيم الطلّاب في الصفّ الواحد إلى

مجموعتين ( مجموعة ما قبل الظهر ) ومجموعة ما بعد الظهر ) . كما تقسيم أياّم الأسبوع إلى قسمين وتوزيع موادّ التعلّم المختلفة عليها بحيث يتولى المعلّم أو المعلّمة التدريس ثلاثة أيّام فقط في الأسبوع بدوامٍ نهاريٍّ كامل .

٣- يستقل كل طالب بمقعده في قاعة الصفّ وفق نظام التباعد المطلوب .

٤- يُفرض على كل طالب وضع الكمامة واصطحاب ما يحتاج إليه من أدوات مدرسية خاصة به ومن موادّ تعقيم .

٥-يقوم مدير كل قسم بإعطاء التوجيهات اللازمة وتذكير التلاميذ بوجوب التزامها طوال اليوم الدراسي في قاعة الصفّ وخارجها .

حذارِ التعليم عن بعد فهو لا يجدي نفعاً وقد يكون القطاع التربويّ مستهدفاً كما أصبح واضحاً من خلال ما جرى استهدافه في وطننا حتّى الآن ..

وقد يودي بالمستوى الأكاديمي الذي اشتهر به لبنان إلى الانحدار والفشل وعدم القدرة على استعادته .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *