عين الرب… عين الحساب!!

Views: 124

أنطوان يزبك 

 

“اما المستمع لي فيسكن آمنًا، ويستريح من خوف الشرّ” [ الأمثال 1؛ 33 ] 

 

لا يخفى على أحد، كم هو قتّال عامل الخوف، أولسنا نعيش كل دقيقة في خوف مضطرد، يتزايد يومًا بعد يوم ويحاصرنا إلى درجة الاختناق والموت والزوال وهمّ العيش والقوت والمال ومصاعب الحياة؟!.

وعليه، ها نحن نستيقظ كل يوم وتنهال علينا في الواتساب، صور القديسين والرب يسوع وأمّه مريم الطاهرة البتول، مرفقة بطلبات وشفاعات ودعوات لحماية الوطن والأبناء والأرزاق، طلبات للمساعدة وإنقاذ لبنان من محنته وأيامه السوداء!

نحن نكرّر البكاء والأنين على حضارتنا الزائلة وعلى نمط عيشنا الرفاهي والباذخ الذي فقدناه، يوم كنا نعيش في البطر غير عابئين بآلام وفقر من كانوا حولنا ونحن لا نشعر بهم، كنا نعيش حياة البذخ ولا نرتوي ولا نرتدع والآن ننوح ونبكي وننتحب!

لماذا لا نطرح على أنفسنا السؤال؛ ماذا فعلنا في سلوكنا وحياتنا لنستحق شفاعة أهل السماء، وبين حياتنا وحياة القديسين هوّة تتسع وجبال شاهقة ووديان سحيقة!!

 

لننظر فقط كيف عاش القديس شربل وكم كابد في محبسته، ماذا أكل وشرب وبماذا تدثّر والثلج يكسو البريّة من حوله!

والقديسة رفقا وما كابدت في جسدها من أوجاع وخاصة في عينيها، كلما أزور الدير في “جربتا”حيث ضريحها؛ أهرع إلى حيث يعرضون ما حاكت من مشغولات “الكروشيه” فتطفر الدموع من عيني حين افكّر كيف صنعت هذه “العمياء” تلك الآيات الفنيّة، وأدرك أنها أبصرت ما لم نبصره ولن نبصره، نحن من نعيش في أنوار العالم الحديث التافه الزائل والمزيّف!!

القديس اسطفان نعمه أخرج المياه من الصخر، والطوباوي يعقوب حداد الكبوشي أخرج الماء من قمة الجبل حيث عجزت كل العلوم عن ذلك. 

أما نعمة الله كسّاب الحرديني فقد أضاء شعلة الإيمان من خلال إضاءة الضمير الإلهي في قوله “الله يراني”، بعدما أظلمت البشرية وباعت الضمير منذ خطيئة قايين الذي فرّ من عين الرب وما زال البشر حتى الآن يهربون من عين الرب وعين الحساب ولكن إلى متى؟!

 

نعم هذا الحشد من الصور والطلبات التي تنهال علينا كل صباح، تدق أبوابنا وتدعونا إلى توبة حقيقية: لا تسألوا ماذا سيفعل لكم القديسون بل اسألوا ما الذي ستفعلونه أنتم للربّ، من خلال سلوككم وأفعالكم وما تقدمونه أنتم أمام المذبح وأمام العظمة الإلهيّة التي دمّرناها من خلال أعمالنا الأرضية المادية، والطمع الذي هو في أصل كل الشرور!… 

وللتذكير فقط: 

وقال لهم: “ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم”؟ (مرقس 4: 40)

وأيضًا: “لا تخف أيها القطيع الصغير، لأن أباكم قد سرّ أن يعطيكم الملكوت” (لوقا 12؛ 32). 

فهل سندع الخوف يتملّك منّا أم نستبدله بالإيمان؟.   

 

(Valium Online)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *