الصفدي في افتتاح مكتبة المهندس في طرابلس: لتنمية اليد العاملة اللبنانية وتطويرها

Views: 331

 أقامت نقابة المهندسين في طرابلس إحتفالا لمناسبة إفتتاح مكتبتها الجديدة “مكتبة المهندس” في مبناها في منطقة الضم والفرز، في حضور الوزير السابق محمد الصفدي، نقيب المهندسين بسام زيادة، نقيب المحامين في الشمال محمد المراد والنقباء السابقين المحامي بسام الداية، المهندس عبد المنعم علم الدين، المهندس ماريوس بعيني ومهتمين.

قدم للاحتفال الاعلامي رائد الخطيب ونوه بأهمية الثقافة وشكر للصفدي “مبادرته في إهداء محتويات المكتبة التي كانت قائمة في مركز الصفدي الثقافي لمكتبة نقابة المهندسين”، منوها “بأبرز الأقسام والأجنحة التي تضمها”.

الصفدي

ثم تحدث الصفدي وقال:”يشرفني اليوم تلبية هذه الدعوة لإفتتاح مكتبة المهندس التي تؤكد إهتمام نقابة المهندسين والنقيب الأستاذ بسام زيادة على التعاون الثقافي الذي يريده ان يكون بين اهل طرابلس، هذه المدينة التي كانت معروفة بأنها مدينة العلم والعلماء، ومن سوء الحظ تراجعت وكلنا نعرف ذلك، ولكن هذا لا يعني اننا لا نستطيع اليوم بوجود هيئات كنقابة المهندسين ان نعود وننمي ما فقدته طرابلس، ولكي تكون حقيقة مدينة العلم والعلماء”.

واشار الى ان “التعاون الذي أقيم بين مؤسسة الصفدي والنقابة هو تعاون في الرؤية بأن تعنى النقابة بالتنمية وكذلك مؤسسة الصفدي والمؤسستان تعملان في سبيل أمر واحد. ومن هنا كان هذا التعاون لتكوين كتلة نستطيع من خلالها التوسع أكثر والتعاون أكثر وأن نجد المجالات التي تحتاجها طرابلس حتى نحققها سوية”.

وقال:”في حقيقة الأمر، ان الهندسة تدخل في حياتنا اليومية، بين الهندسة الميكانيكية والمدنية والكهرباء والصناعة وتخطيط المدن والعمارة والزراعة والكيميائي والإلكترونيات وغيرها، وكل ما نقوم به في حياتنا اليومية الهندسة تدخل فيه، لذلك دور المهندس أساسي والنمو الإقتصادي قام على البناء وهو الذي يصنع لنا الراحة في أعمالنا”.

وختم:”لكن للأسف، نجد اليوم انه ليس هناك يد عاملة عربية تستطيع إستقبال إستثمارات كبيرة في المجال الصناعي، وجمهورية مصر حاولت ولكن إكتفت بالصناعات التجميعية، فلبنان فقد اليد العاملة أخيرا والغالبية ذهبت إلى الخليج، والفئة الشابة في لبنان ليس هناك من يحتضنها إن كان في البناء او في الكهرباء وغير ذلك والتي كان لبنان يشتهر بها، ولكن للأسف هذه المهن إختفت وأصبحنا نعتمد على السوري، لا بأس بذلك ولكن من واجبنا الوطني أن نعود إلى تنمية اليد العاملة اللبنانية وأن تأخذ دورها ونضع بين أيديها الإمكانيات المطلوبة، وبالتأكيد اللبناني لديه شغف بالعمل ولكنه بحاجة لمن يدربه ويعلمه”.

زيادة

بدوره قال زيادة:”بكل فخر واعتزاز يسرني اليوم افتتاح مكتبة نقابة المهندسين، وذلكَ انطلاقا من ادراكنا لأهمية المهندسس المثقف وتأكيدا لدور الثقافة في المجتمعات ومساهمتها العظيمة في رقيها ورقي أبنائها. فضلا عما تلعبه الثقافة من دور على صعيد تشكيل المجتمع، وتحقيق الانتماء والشعور بالأمان وتحديد القيم، والنهوض بمجتمعنا وتطويره، فضلا عن اعطائها صورة راقية عن مجتمعنا”.

وتابع:”إن نقابة المهندسين التي تفخر بنخبة المنتسبين اليها، لا يسعها إلا التأكيد على أهمية المكتبة التي تضم بين جنباتها عشرات الكتب في شتى الميادين، حيث أن المثقف له دور طليعي في المجتمع، سواء أكان مثقفا تغييريا أم مثقفا عضويا في مجتمعه، وإننا نعلم تماما أن المستوى السياسي في المجتمعات وكذلك المستوى الاجتماعي لا يرتقي إلا بربطه بالمستوى الثقافي، نظرا لقدرة الثقافة على خلق جيل واع مؤمن وباصرار على جبه التحديات والعوائق”.

واعلن ان “فكرة انشاء المكتبة لم تكن وليدة الساعة، بل جاءت نتيجة تفكير معمق، ونشكر مؤسسة الوزير محمد الصفدي، لمساهمتها ومساندتها لمشروعنا الهادف الى بث روح الوعي لدى مجموعة مهندسينا وعائلاتهم بغية التنمية المطلوبة لوطننا وتعزيز الثقافة لدى الناشئة.
وقال:”نعتبر أن للمكتبة اليوم دورا مهما باعتبارها جزءا لا يتجزأ من حياتنا العامة، فقد أمرتنا الشرائع السمحاء بطلب العلم من المهد الى اللحد، ولا شك أن استعادة العافية لمجتمعنا تتطلب الكثير من دور الثقافة في مدينة العلم والعلماء، لنقضي على كل آفات التخلف والجهل، وأمنيتي كنقيب للمهندسين أن تكون هناك مكتبات عامة في كل شوارع المدينة وأزقتها وأحيائها، لنستعيد صورة مدينة العلم والعلماء حقيقة لا وهما”.

واضاف:”:إن كل ما من شأنه رفع القدرة الثقافية والعلمية والتطويرية لمهندسينا الأحبة، نحن مستعدون له، إن رحلة التطوير لا يمكنها أن تبدأ الا من خلال الاطلاع على ما أنتجه الفكر الانساني عبر مراحل طويلة من التاريخ، لذلك أدعوكم اليوم الى دعم هذه المكتبة، التي نأمل أن تتطور مع الوقت وتضم أكبر مجموعات كتبية متنوعة وفي شتى المجالات، وان تصبح مرجعا في طرابلس وفي الشمال، لكل الباحثين”.

وختم:”بداية عظيمة، جاءت بها رسالتنا السمحاء قبل 1442 سنة، إقرأ، لقد كانت هذه الكلمة الرباعية الأحرف، بمثابة فتح ثقافي لهذا العالم، ونقلت العرب من واقع الانحطاط الى مرحلة سيادة هذا العالم، والله لا عودة لنا ولا قوة لنا ولا سيادة للعرب إلا بالعودة لإقرأ، فهذا العالم يتفوق علينا مع اهتمامه بالثقافة وتحويلها الى منهج حياة، فهل نعجز من العودة الى أصالة حضارتنا؟ وكلي أمل بأن تكون هذه المكتبة منارة لرواد العلم والثقافة”.

وختاما قدم زيادة درعا تكريمية للصفدي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *