حكمة المعاز ونوم الراعي… سلام الراسي

Views: 660

سليمان بختي

يروي شيخ الأدب الشعبي سلام الراسي في كتابه “الناس بالناس” (1987) قصة مفادها: “إن الرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري قام في العام 1945 بجولة تفقّدية في منطقة جنوب لبنان وكان معه في الجولة الوزير حبيب أبو شهلا. توقف موكب الرئيس قرب سهل بين كفرتبنيت ومرجعيون لسبب ما. وصدف مرور معاز مع قطيعه يرتاح إلى جانب الطريق. فأحبّ الوزير أبي شهلا ممازحة المعاز فسأله: “إذا صرلك تقابل رئيس جمهورية البلاد، شو كنت بتقول؟”.

لم يكن المعاز يعرف بالاصل انه في حضرة الوزير وفخامة الرئيس.

صمت لحظة وقال: “بخبره “قويلة” جدي: 

“إن جاعت المعزى بيشحّ الحليب وإن نام الراعي بيرعاها الديب”.

لا اعرف ماذا كانت ردّة فعل الرئيس والوزير. ولكن من المؤكد أن لا أحد عمل بنصيحة المعاز في الجمهورية اللبنانية. ولا استفاد من حكمته. وظلّ الحليب يشحّ في ضرع “المعزى” حتى نفد. وظلّ الديب يرعاها حتى شتتها.

أما الراعي فغطس في نومه عهداً بعد عهد. فلا أحد يزعج نومه ولا أحد يدعوه للاستيقاظ والنهوض.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *