هل من “لقاح” لمكافحة التشاؤم…؟!

Views: 303

أنطوان يزبك

هل علينا أن نتفاءل دائمًا؟ 

لماذا علينا أن نحارب التشاؤم وننهض في كل مرة ننكسر؟ 

“التفاؤل أساسيّ من أجل تحقيق الإنجازات، وهو دائمًا في أساس الشجاعة والتقدّم الحقيقي”. (نيكولاس-م- باتلر)

كان نيكولاس موراي باتلر رجل سياسة محنكًا وأستاذًا جامعيًا مرموقًا، أدرك بخبرته  أهميّة التفاؤل وكيفية استعماله من أجل تبديل الحظوظ وتحسين الظروف الصعبة والخروج من حالات اليأس والهلع والاستسلام والفشل. 

بات واضحًا، أن من يعمل على تبديل طبعه، فينجو من حالات الكآبة والإفراط في التشاؤم ويتحوّل إلى التفاؤل تتجدّد حياته ويكسب فرصة جديدة. 

نيكولاس موراي باتلر

 

في المعالجة النفسية، ثمة وسائل متعدّدة للمصابين بأعراض كآبة شديدة، وطرق علاج نفسي، تساعد هؤلاء الغارقين في بحران اليأس على النهوض من كبوتهم، وقد يبدأ العلاج في التأمل بزهرة في أصيص الفخار، أو القيام ببعض الرسوم البسيطة وصولا إلى تمثيل دور في مسرحية، وقد أخذ العلم على عاتقه، تنفيذ مثل هذه المهارات من اجل شفاء مرض الكآبة، في هذا السياق صرّح عالم النفس كريغ أندرسن، من جامعة “رايس” في هيوستن تكساس: “إذا ما استطعنا تلقين الناس، كيف يفكرون على نحو أكثر إيجابية، فكأننا نلقحهم ضد الأمراض العقلية”. 

لعلنا نكتشف ذات يوم لقاحًا ضد الكآبة، كما يحصل في محاربة الأوبئة من مثل الكورونا وغيرها. 

وأيضًا لنحلم قليلا، لو بإمكان البشرية أن تتوصل إلى ابتكار لقاح يعالج كل شيء؛ دواء للسقام والآلام والعلل الجسديّة والنفسيّة، فيعيش المرء بواسطته معافًى من نوائبه الصحية، وتاليًا يحارب الأفكار السوداء التي تنتابه في كل حين وتعكّر صفو حياته، خاصة أن العلل النفسيّة متى تحاملت على الفرد، تؤدي إلى هلاكه بصورة مرعبة!. 

د.  كريغ أندرسن

 

يقول الدكتور كريغ أندرسن أيضًا: “حالما يشعر الإنسان باليأس، فإنه لا يعود يأبه لاكتساب المهارات اللازمة للنجاح”. 

أمّا المتفائل فيشعر بسيطرته على حياته الخاصة وبأنه ممسك بزمام الأمور. وفي حال ساءت الأمور يبادر إلى القيام بعمل سريع باحثًا عن الحلول، واضعًا خطط عمل جديدة. اما المتشائم فيشعر أنه ألعوبة في يد القدر، يتحرّك ببطء ولا يكفّ عن وضع اللائمة على غيره وعلى الظروف التي أوصلته إلى ما هو عليه!.. 

من أهمّ الأمثولات التي تعلّمتها في الحياة ألا أضع اللوم على الآخرين في حالات الفشل والتشاؤم، بل البحث دومًا عن حلّ، ينبع من الداخل، وحوافز قوية تجعل الإنسان يجاهد  في سبيل إنقاذ حياته من الضياع والسقوط في بئر عميقة من اليأس والزوال. 

نعم إن إدراك الإنسان لجهله هو أحد اشكال المعرفة. والجهل هو سبب الفشل والتصرفات الخاطئة؛ وكلّما حاربناه واعتمدنا الأساليب العلميّة والمنطقيّة خفّ الفشل وتطوّرنا واحرزنا الانتصارات، على الذات أولا من ثم تتعمّم على كلّ ما يحيط بنا. 

 

وأقول لمن يعتقد أن ما من وسيلة البتّة لتغيير السلوك من متشائم إلى متفائل؛ ثمة عشرات من الوسائل والمهارات ومنها طريقة عالم النفس ستيف هولون؛ وهي على النظام التالي: 

1-المهم أن ينتبه الفرد لأفكاره حين تحصل أمور سيئة. 

2-القيام بأمور مغايرة لأي رد فعل سلبي. 

3- حلل باستمرار ما يحصل معك، وإذا كان ثمة معوقات فبدّل هذه الأفكار بأخرى!..

في حال مواجهة أمور سيئة في العمل يجب عدم الخشية من ترك العمل وعدم القول: “لن أجد غيره”. العكس تمامًا، من يعمل بصدق وتفانٍ، سيجد عملا لا محالة، ثمة عشرات فرص العمل بانتظار من يعرف كيف يحدد اهدافه ويتلقف الفرص التي تتقاطع مع سبل حياته. 

صحيح ان نصائح علم النفس مفيدة، لكن يجب ألا ننسى الإيمان بمشيئة الرب: “ثق في الرب، فنحن لا نستطيع أن نرى سوى جزء من الطريق… أما الرب فهو يرى ما وراء كل منحنى..!! (من كتاب أصول الحياة الروحية). 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *