مدفع الافطار

Views: 597

خليل الخوري 

هل أطلقت عين التينة مدفع الافطار بعد طول صيام عن تأليف الحكومة؟ فاللقاء المطول الذي جمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، وتخلله غداء عمل، ما كان له ليتجاوز الساعتين لو لم يكن فيه طبق التشكيل تحت التمليح والتبهير ليكون جاهزاً لتقديمه في قصر بعبدا، فتصدر «أم 24» طبخة مقبولة المذاق مرفقة بكأس مرة تتوزع مرارتها على الجميع، ومن ثم «دامت الأفراح».

أم أربعة وعشرين وزيراً لن تشيل الزير من البير. هذا أكيد، ولكنها ستحاول مده ببعض الانعاش في جرجرة من الآن الى موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل… ومن اليوم الى حزيران العام المقبل يخلق الله ما لا تعلمون.

في المطلق سيكون التأليف، أياً كان وكيفما أتى، أفضل بكثير من هذه المراوحة القاتلة، اذ لم يبق قطاع واحد أو مرفق واحد أو مؤسسة واحدة لم تدخل نفق الخطر.

أجل لبنان يموت على مستوى الدولة. والشعب يفقد آخر مقومات الصمود. والعالم يتفرج علينا بين شامت بنا، وكاذب علينا، وممعن في تعذيبنا…

أما أهل السياسة عندنا فما يزالون، بأكثريتهم  في غيهم يعمهون، والى مرابطهم الخارجية ينقادون، وفي ألعبانياتهم يواصلون… وعن ناسهم لا يسألون… وعلى الكوع ينتظرون. أما على الناس فيدجلون!

ليس صحيحاً أن كل قائل منهم بالانتخابات المبكرة يريدها فعلاً… انما هي حفلة مزاودات أقرب ما تكون الى الهمروجة.

أما حان الوقت ليدرك هؤلاء جميعاً أنهم محكومون بالتوافق؟

ألم يدركوا، بعد، أن الناس لم تعد تقبضهم؟

ألم تبلغهم استطلاعات الرأي أن التبدل الطفيف في مزاجات الرأي العام ليس في مصلحة فريق منهم على حساب فريق منافس؟ ذلك أن القرف بات شاملاً مثله مثل الجوع والفقر والعوز وجنى عمر الناس الذي بات في المجهول – المعلوم؟

ألا يشفقون على هذه «الرعايا» التي تعد ذاتها بموسم اصطياف من شأنه أن يخفف قليلاً من وطأة الأزمات؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *