سجلوا عندكم

فقدان التوازن والاتزان

Views: 30

د. جان توما

حين تفقد توازنك ما بين محطة وقود وبين زياراتك “مزارات” الصيدليات من أجل حفنة من الدواء لمرض مزمن،

وحين تفقد لذّة طعم اللقمة ما بين سعر الصرف الرسميّ والمنصة، وبين تحديد سقف ماليّ شهريّ من المصرف،

تجد حينها نفسك بين محطة تساؤل وأخرى، وبين قهر وانكسار، وبحث عن مستقبل لم تعد تراه بسبب غيوم “السماء الكئيبة المتجهّمة” حسب قول إيليا أبو ماضي الذي لو عاد اليوم لما رفع ، على الرّغم من التجهّم، شعار”ابتسم”.

زاد الوجع واتسع الجرح، والبعض لم يشمّ بعد رائحة الدم، ولم يسمع صراخ الموجوعين، وأنين المرضى، وشوق المعدة إلى كسرة خبز وكأس ماء. صحّ فيهم قول المزامير: “لها أفواه ولا تتكلم، لها أعين ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع. لها مناخر ولا تشمّ، لها أيد ولا تلمس. لها أرجل ولا تمشي، ولا تنطق بحناجرها”.

كم سيستمر فقدان التوازن هذا؟ وكيف سنستعيد اتزاننا؟ وكيف سنسترد ترف الثقافة ومنصّات الفكر ومنابر الإبداع؟ كيف سنعاود الطفر كالأيائل عوض الاصطفاف البليد القاتل من أجل حفنة من البنزين ومن الليرات.

واقف منذ صباح اليوم في صفّ طويل مع سيارتي، ولا اعرف لماذا حضرت الآية الآتية: “أما هو فتذلل ولم يفتح فمه، كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها، فلم يفتح فاه.” …. في اليوم ألف مرّة.

(www.sharkclub.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *