“نحن”… وأسرار الوجود!!

Views: 200

أنطوان يزبك

 

قوة الإنسان أم قوة الله من لديه اليقين فليظهره!

 

غالبا ما نسمع كلاما ونقرأ أطروحات فكرية تحدثنا عن هشاشة الإنسان وقلة حيلته، تصفه لنا من زاوية أن وجوده على هذه الأرض، هو محض صدفة وهو مجرد ضوء  شمعة خافت تكفي هبة ريح حتى ينطفئ!

وعليه نحن البشر ألعوبة في يد الأقدار ، لا نعرف إلى أين تتجه بنا أعمارنا وأين المآل.

 وصف أحدهم الانسان بالحمل الصغير الذي يمرح ويلعب وهو غير مدرك أنه قد يذبح بعد قليلK وقد يقترب ويلحس يد الجزار بتحبب ، وهذا الجزار عينه يعمل على سنّ السكين لكي يذبحه!

فعلا الإنسان لا يدري ما سيحصل معه بعد لحظة واحدة! ماذا ينتظره!

تبقى الحياة لغزًا عويصًا، أحجية الأحاجي من دون حلّ، والإنسان على هذه الأرض يضيق صدره، يقول الشاعر ابن المعتصم:

يا واسع المعروف هل وسع الثرى

في الأرض صدرك وهو منها أوسع

علما أن في داخل الذات  نجد  كونا مترامي الاطراف، قد لا يكون في وسع وامتداد هذا الكون الذي نحن فيه ولكنه  كبير وكبير جدا..

“وتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر !” هذه المقولة التي ينسبها البعض إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأحيانا إلى الشريف الرضي، تجعلنا نتهيّب وننحني أمام عظمة الوجود المادي كما عظمة الخلق ومدى الطاقة التي تعطي الحياة  وتحرك هذا الكون!

أمام كل هذه القوة غير المتناهية هل يجدر بنا أن نكمل السعي حتى ندرك أسرار الوجود؟ فعلا نحن ضحايا الحيرة وعدم المعرفة!!

في هذا السياق  أذكر ما افاضت به روح الله على القديسين الذين تخطوا حاجز الشك والحيرة في هذا الوجود وبلغوا  غبطة طوياوية غير موصوفة، كما أدركوا،  يقين المعرفة، من خلال  الإيمان و التسليم الكلي للمشيئة الإلهية ، وتتعدد الأمثال إذ يختصر القديس يوحنا سابا الشيخ معرفة الله بقوله: “إن ملكوت الله داخلكم”..

أما القديسة فوستين فتقول: “لا أفتش عن سعادة خارج داخلي، حيث يقيم الله ، هنا اسكن معه إلى الأبد ؛ هنا تكمن معه كل مودتي ، هنا أقيم معه بأمان ، هذا هو المكان الذي تراقبه عين البشرية”.

 ما هو هذا المكان العظيم الذي تراقبه البشرية جمعاء وتوجه عينها إليه؟ هو  قلب الله إذا صحت التسمية الإنسانية ، فالله يتخطى كل شيء ولا يصح حصره أو تحديده أو وصفه لأنه فوق كل مكان وزمان !

هذا الإعجاز الرباني هو الجواب الوحيد على كل تساؤلات الوجود التي تحاصرنا من كل حدب وصوب، ولا أحد  يجد الجواب لها .

ختاما استشهد بقول للقديسة تريزيا الطفل يسوع: “كم سريعا تمضي الحياة !!” وبمزمور أحبه جدًا: “ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعد ما عبر”..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *