سجلوا عندكم

وطن….

Views: 92

د. جان توما

ليت الأحوال كلعبة الألوان في علبة الرسم. ترسم ” باللون الأسود الذي يليق بها”، أو ” ترسم بالكلمات ” ما فاتك بالريشة. ترفع التلال، وتخفض الروابي ليتطاير” ورقو الأصفر أيلول”. لكأنّ الوطن ” ليل الغرباء” من بعد إلفة.

تغيّرت الأرصفة وتبدّلت أحوال الساحات. غابت أحاديث المصطبات، ولم يعد يزهر ياسمين أسوار البيوت العتيقة منذ هجر أصحابها متعة الجلوس حلقات عند باب البيت، فيما فناجين القهوة تنتقل من يد إلى أخرى.

بات السؤال عن رفاق لك متردّدًا، إذ لم تعد تعرف من غاب منهم ، أو من هاجر. لم تعد التكنولوجيا كافية للوقوف على أحوال الأحباب. كأنّك تلملم بقايا انكسار الألوان لتأسرها في قمقم الأحلام. (https://uniforumtz.com)

تحمل طبيعة الأشياء في قلبك، تبحث عن عفويتها، بساطتها، طفولتها لتعثر على طفولتك. تخرج باحثًا عنها، تسأل حرّاس الطرق، تسأل عيون الرصد، تأخذك الألوان إلى تلك المطارح التي كانت، بالأبيض والأسود، فتسكن عيناك عينيها، لتقيم في تلك الربوع التي ولو تحوّلت عنك، صارت.. إليك.

اللوحة للفنان محمد عزيزة مرفوعة في كلّية الفنون الجميلة والعمارة- طرابلس.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *