تخرجت إبنتي وخذلتني “الفيزا” 

Views: 637

سليمان بختي

 

   فرحت لوحدي وصفقت وبكيت وأنا أراك على الشاشة يا ابنتي تمشين على السجادة الحمراء وبخطواتك الملكية لإستلام شهادتك العليا.

خذلتني “الفيزا” ولأكثر من سبعة أسابيع ولم تصل.

تخربط العالم وضاقت السبل.

لا بأس.

“الغرب بلا قلب والشرق بلا مخ”.

لمحتك ترفعين يديك عاليا وتقولين “أخيرا” أو التعب أو لبنان.

كم مرة سربلنا الأمل وانت تتابعين الكد في بلاد الضباب والبرد.

رغم السنوات الصعبة في الجائحة وتدهور الأوضاع الإقتصادية وانفجار بيروت.

هذا حلم من أحلامك الرائعة ومن أحلامنا الحلوة نحن العائلة الصغيرة العادية في بناية في رأس بيروت، يتحقق.

فرح نشتاقه، وفرح نغص به لأننا نعرف أننا أصبحنا مثل المشتل نربي للخارج ولايستفيد مجتمعنا من جهود وإنجازات أولادنا.

وغدا عندما نلتقي كأننا فقدنا شيئا أو تغيرت الطبائع أو ضاع الإيقاع.

الآن يا اميرتي، أعرف لماذا الأهل يرفعون أولادهم أعلى منهم أو يحملونهم على الأكتاف لأنهم يريدونهم حقا أفضل منهم وأعلى في الفرص والحياة وتحقيق الأحلام.

كنت أرى صوتك واسمع صورتك.

اراك على شاشة الأون لاين وأتذكرك طفلة تتعثر بحقيبتها وجدائلها وعندما تعودين تملئين البيت ضجيجا وضحكا وغناء.

حاولت أن أقول مبروك دكتورة فتعثرت بدمعي ونطقي.

غريبة قصة الأولاد وألاهل والأحلام في هذه الحياة.

غريبة قصة هذا البلد الذي لم يعد مسموح فيه سوى القهر.

نحاول أن نصنع الحياة ونحن لا نملك مقوماتها.

نرفع الوردة عاليا حتى ننجو من الطوفان.  

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *