هشام… هزمني موتك يا أخي

Views: 861

سليمان بختي

  نام اخي هشام*. ومن يحرس نومه الان. كان بيننا العابر المختلف في هذه الدنيا. غطى نفسه بأوراق الشجر وتدحرج اليَ من حضن ابيه ولم يترك لي مسافة اخيرة كي اعانقه، كي اسامحه، كي احميه.

  هزمني موتك يا اخي وتركني خلف المرايا والسحب وحيداً انتظر صوتك وطلتك وابتسامتك ومفاجآتك.

  لماذا توقف قلبك عن نبض الحب؟ لماذا نزفت الحياة يا اخي؟ لماذا تركتنا وكأنك نحن وكأننا انت؟ كنا أربعة وكنت الثالث نعود الى البيت ساعة الغروب. فلماذا سبقتنا وضاع منك الطريق ولبثنا نسأل المغفرة والسماح والرحمة. كنت لعبتنا في طفولتك ونعجب كيف تشب وتنط وتقفز فيما اعلى من عمرك بل من قلب شجاعتك. وفي يفاعتك كنت تتقن المغامرة الساحبة حتى حافة الخطر والنار وتعود باسما غانما وكأن ما كان برداً وسلاماً.

  اخي هشام هل اوجعتك الحياة الى حد بات صعبا كل ما قبل وما بعد؟ لماذا قلت لي انك تشتاق الى الوالد الراحل وتراه في مناماتك كنداء خفي؟ لا اعرف الى اين اخذتك رقصتك الاخيرة وشهوة الغرق وعبرت الى الضفة الاخرى في ثوان ومزجت بين عالمين كأنهما برزخ لمن اراد الحياة وغافله الموت وصار رهين المحبسين.

  لا ادرك كيف يعرف الحزن ان يعزي نفسه في هذا الزمن بدون معانقة وضم ونظرات حنان وتعاطف وكلمات تهمس في الاذن ودموع تسيل في عيون عرفت وشهدت للحبيبب الذي تبكيه.

  غدا ستحكيني لتروي لي نكتة او مقلبا طريفا ام سيرن هاتفك في صدى الزمن والرنين.

  يا أخي ويا حبيبي ويا حالي، لا وداع بين شقيقين بل ضفاف وذكرى وشوق ولقاء قريب.

 

*هشام بختي (1965-2020). رحل في الهزيع الاخير من هذه السنة القاسية.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *