رسالة شكر إلى سيّد بكركي

Views: 794

ربيعة أبي فاضل

سيّدي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق،بشاره الراعي الكلّيّ الطّوبى،

أشكر لكم هذه البادرة الكريمة، وهي تعيين ابني الطّبيب فرنسوا، الذي يعمل في الولايات المتحدة،عضوًا في مجلس أُمناء المُؤسّسة المارونية للانتشار. إنّ خدمة الكنيسة،والوطن، والمجتمع، هي دأبنا، دائمًا،وليس ذلك سوى التزام جادّ مَعيش،لأنّها هي التي احتضنتنا، وعلّمتنا،وعرّفتنا طريق الحقّ والخلاص.

ويسعدني أن أذكر، في هذا المقام، أنّ الحبيب فرنسوا بعد تخرّجه في الجامعة اليسوعية،سافر إلى أوروبا ثمّ نيويورك،وغيرها،وكان المطران رولان أبو جودة لا يهمل أي فرصة للاطلاع على أوضاعه، وظلّ يتتبعه حتى هجر الأرض، أغاثه الله، وبرّد ثراه.وما لم يستمكن منه المطران،تابعه أبونا إنياس صادق، رحمه الله، في نيويورك، عندما ألحّ عليه ليُكمل تخصّصه في مستشفى هناك.

 

فأنا، ونحن، مدينون لأديرة الكنيسة، وآبا ئها،لنسّاكها، وقدّيسيها.

نحن حريصون، يا سيدي البطريرك،على أن نبقى مُخلصين لجذورنا، ولروحانية نورنا، فلا تغرّب، ولا هروب، ولا تنكّر لهويةفيها كلّ الحقّ، وكلّ الخير، وكلّ الجمال.

وفي اعتقادي أنّ هذه الهويّة لا تحيا إلّا بالتنوّع، والحوار، والوعي الثقافي، والحرية.وهي لا تستمرّ بالمماحكات السياسيّة والفكرية،واللاهوتية،إنّما بخدمة الإنسان وإسعاده، وبخلق أقصى تناغم وانسجام، في بيئة يزعزعها التوتّر، وتعصف بها التناقضات.

إنّي أرجو منَ السّماء أن تمنحكم المزيد من نعم الصّبر، والحكمة، والانتظار النّاشط، كي تُنقذوا لبنان الحبيب من صالبيه، ومن أزماته،وتخلقوا في البلاد، نهجًا سياسيًّا جديدًا، وتقاليد وطنيّة تتحلّى بسلام التّكامل…وتستمكنوا،هكذا،من إسقاط شعارات النّرسسة والأنانيات، والباطنية والنّفاق،وتكديس المال، وتجويع الشّعب، وترك الرّعية من دون راع يحمي، ويُحصّن، وينمّي…قال غاندي:”الخِدمةُ دِينٌ، لا يُمكن الوصول إلى الله إلّا بالخدمة”، أضاف:”الخدمة التي لا تقترن بالفرح، لا جدوى منها…كلّ شيء يشحب، ويضمحلّ، أمام خدمة نُتمّمها بفرح.”

أجدّد شكري لكم ولبكركي، وأصلّي كي تبقى شمسنا تشرق في هذا الفضاء العابق بالبخور والقداسة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *