سجلوا عندكم

… والنادي الآخر

Views: 14

خليل الخوري  

تنادى فريق من الشخصيات المسيحية من مختلف المذاهب إلى لقاءٍ موضوعه واحد يتمثّل في الجواب عن السؤال الآتي: هل ثمّة إمكان لنادي رؤساء الجمهورية السابقين على غرار نادي رؤساء الحكومة السابقين؟

أُبادر إلى القول إنّ الإجتماع الذي عُقد بقي يتيماً، فقد انتهى بغداء في منتجع جردي شمالي، أمّا المشاركون فكانوا مجموعة من المعنيين بالشأن العام المعروفين، من بعضهم البعض، بأنهم من ذوي الإلتزام الوطني اللبناني، وبأنهم ليسوا أصحاب مطامح، إلا واحداً: أن يكون «لبنان بذاته» على حدّ التعبير الذي طلع به، ذات زمن، المرحوم الدكتور شارل مالك. مع إقتناعهم الأكيد بأنّ التعديلات الدستورية التي (في رأيهم) أسقطت الدور المسيحي، قد أدّت إلى سقوط لبنان.

وهنا مختصر شديد عمّا دار في الإجتماع.

طُرح سؤال عن مدى إستعداد الرؤساء الحالي الجنرال ميشال عون والسابقين الشيخ أمين الجميل والعماد إميل لحود والعماد ميشال سليمان لأن يوافقوا على قيام «النادي». وجاء الجواب: إذا اختمرت الفكرة لدينا سيكون من واجبنا أن نقنعهم.

قال بعضهم: إنّ مثل هذا النادي مستحيل. فما بين هؤلاء الرؤساء من إختلاف وخلاف يصحّ فيه إنه من نوع «ما صنع الحدّاد»، و»ما قال مالك في الخمرة». مثال ذلك ما بين لحود وسليمان وما بين سليمان وعون، وما بين لحود والجميل… بل انّ بعضهم، من دون التسمية هنا، لن يوافق على مجرّد التواجد في قاعة واحدة مع الآخر، ومن دون تسمية أيضاً.

واستدرك صاحب الفكرة قائلاً (وهنا الكلام على ذمّة القائل): مهما كان بينهم من إختلاف في وجهات النظر، فهو ليس أكثر مما بين رؤساء الحكومة السابقين. وأضاف: كنتُ أنتظر هذه الملاحظة منكم لذلك جئتكم بتسجيل يبيّن أنّ بعض أعضاء النادي الآخر يقول في سواه قولاً أين منه الحدّاد ومالك الخمرة. ثمّ تناول هاتفه الجوّال وبحث فيه قبل أن يسمعهم تسجيلاً صوتياً يؤكّد على ما ذهب إليه، وليست هذه العجالة مجالاً لنشره…

وكان في تقدير أحد المدعوّين أنّ العوامل التي تدفع برؤساء الحكومة السابقين إلى الإلتقاء على موقف موحّد هي غير متوافرة عند الطرف المسيحي. علماً أنّ الرؤساء السنيورة والميقاتي وسلام والحريري يلتقون على دعم الموقع أكثر من دعم شاغِلِه… وهم ما زالوا «موجودين» على الساحة وكلمتهم مسموعة في بيئتهم. والأمر مختلف عندنا. وفي الوقت ذاته، ليس على كتف كلّ منهم حمّال فاعِل في الشارع بحجم الحمّالين الذين عندنا ويتقاسمون الشارع مع الرئيس عون أمثال سمير جعجع وسامي الجميّل وسليمان فرنجية… ناهيك ببكركي ودورها…

(https://africanarguments.org)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *