أفاع وعقارب

Views: 113

خليل الخوري 

إنه الذهول!

هذا كان التعليق الذي عبرت به عن مشاعرها إحدى المرجعيات غير الزمنية إثر اطلاعها على بعض مما تحفل به مواقع تواصل فضائية من حوارات وجدالات وسباب وشتائم ولعنات وأحقاد الخ…

وقال: هذا هو السم النقاع بذاته، بل هو أخطر من السم… لأن ضرره لا يقتصر على أفراد، أو حتى على مجموعات، كونه يطاول الجميع، من الجميع.

وأضاف ما كنت لأتخيل يوماً واحداً انني سأقع على هذا القدر الكبير من الأحقاد والضغائن والكراهية. لقد باتت النفوس مشحونة بالحقد، والقلوب تضخ الكراهية وليس الدماء، انها الخيبة  الكبيرة التي أعترف بأنها أصابتني ليس فقط بالذهول، بل أيضاً بالخوف الكبير. نعم أعترف بأنني خائف جداً على مستقبل هذا الوطن الذي ظننا أنه واحة للأمان، أو هكذا أردناه،  والطمأنينة… فإذا بهم يحولونه الى مستنقع للقذارات والبشاعات، وغابة للوحوش المفترسة، ووكر للأفاعي والعقارب!

ومضى يقول: وان أكثر ما يخيفني أن الذين يتنشقون الأحقاد وينفثون السموم وينفسون الكراهية، هم أبناء الجيل الجديد، وهنا الطامة الكبرى.

واستطرد يقول، سائلاً:  ماذا يعني أن يكون الجيل الجديد على هذا المنوال؟

ولم ينتظر جواباً من الحضور، اذ بادر الى الاجابة بنفسه على سؤاله، فقال: هذا يعني أن القيادات التي تتمثل في الزعامات والأحزاب الخ… تتعمد أن تبني وجودها ثم أن تعززه بهكذا تنشئة سلبية خطرة، بل مدمرة. انها أقذر أنواع التجارة بالإنسان، بقدر ما هو نهج تدميري لهذا الوطن الذي  نرى إليه يتساقط من يدنا كذرات الرمل.

وختم قائلاً: ويل لكم أيها الذين ترتكبون أبشع الآثام وأعظم الخطايا.

… يبقى أن ما اطلع عليه المقام غير الزمني عبر الفضاء الافتراضي يؤكد على أن الانقسامات (الى حد التقسيم) متغلغلة في النفوس الى درجة جعلته يعلن خوفه على مستقبل لبنان… وهو ما قد نعود اليه ذات عجالة لاحقة. علماَ أن هناك تقارير تكشف بوضوح وبالصوت والصورة كم أن قيادات «مرموقة» غارقة في النفاق والدجل والبذاءة والكذب على الأتباع والتمثيل على الاخرين ما يثير الاستغراب وأيضاً الغضب. وبعض هذه التسجيلات الصوتية يكشف الستار عن أصحابه فإذا بهم غارقون في غيهم، وبين الكلمة والكلمة الكثير من التحريض واللعب بالغرائز والعزف على الطائفية والمذهبية (…).

(Ultram)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *