من أين جئتِ؟

Views: 399

د. جميل الدويهي

 

لمّا انتصرتُ على حزني… وخيْباتي

حطّمتُ في الشارعِ المهجور مِرْآتي…

وتعرفينَ كثيرًا كم تقاذفَني

بحرٌ، وأوجعَني بُعْدُ المسافاتِ

عيناكِ لي وطنٌ من بعدِ ما هربتْ

منّي السماءُ، وأشجارُ الصباحاتِ…

كلّ العناوين في المجهول تعرفُني…

فكم رفعتُ… وكم ألقيتُ مرْساتي؟ 

من أين جئتِ، وكان البابُ منغلِقاً؟

وكيف أصبحتِ عصفور الكتاباتِ؟

وكيف أنتِ معي في كلّ ثانيةٍ؟

وكيف أشعلتِ قنديلَ الحِكاياتِ؟

كان الزمانُ فقيراً في مدينتِنا…

وكنتُ أعطيه من خُبزِ المعاناةِ

وكنتُ أسقيه من مائي، فيكرهُني

لأنّ في الكأسِ خوفي… وانفعالاتي…

لكنْ  وجدتُكِ، فالأيّامُ قد لبستْ

ثوباً يليق بأعراسِ الأميراتِ…

وفجأة صرتُ أحلى… صارَ في شفَتِي

لحنٌ جميلٌ كألحان الرباباتِ…

وصار لي في بلادِ السحْرِ مملكةٌ

بنيتُ فيها قصوراً من خَيالاتي…

ما قلت: أحببْتُ… لكنْ هل أنا أحدٌ

لو لم تكوني ربيعاً في مساماتي؟

والحبُّ أعجوبةٌ لا تنتهي أبداً…

وجدتُ فيها حضورَ اللهِ في ذاتي.

***

 

(*) مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني 2021

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *