مليحة أفنان… كتبت لوحاتها بـ “دم” التهجير والمنفى والاقتلاع

Views: 449

سليمان بختي

احتفى محرك غوغل الشهيرة بالفنانة التشكيلية الفلسطينية مليحة أفنان (حيفا 1935-لندن 2016).

 يعود أصل والديها إلى جذور إيرانية وينتميان للطائفة االبهائية. كان جدها الأكبر حسين علي نوري نبي الإيمان البهائي. ويقال إنها لم تكن عضوا في المجتمع البهائي. انتقلت إلى بيروت مع عائلتها إثر نكبة فلسطين 1948. سكنت في رأس بيروت والتحقت بالجامعة الأميركية وحصلت على بكالوريوس في الآداب. وتابعت الدراسة وحازت الماجستير في الآداب والفنون الجميلة في كلية كوراكوران للفنون والتصميم في واشنطن العاصمة. عادت مليحة إلى الكويت منذ 1963 حتى 1966. ثم انتقلت إلى بيروت من العام 1966 حتى العام 1974 وساهمت في تلك الفترة في الكتابة الصحفية باللغة الإنكليزية في جريدة دايلي ستار.

 

ظهرت أعمال الفنانة الفنية بشكل أساسي في فرنسا ولندن. وكان أول معرض لها عام 1971 في بازل وقد نظمه الفنان الأميركي مارك توبي. أدخلت مليحة أفنان في أعمالها ولوحاتها الخط العربي والخط الفارسي. الخط اللون. الخط الحرف. الخط الذاكرة الناطقة. ودائما كان يظهر في أعمالها المشغولة بالحبر أو ألوان الباستيل الزيتية جزء من خط على شكل أسفين في أرض حمراء أو بنية اللون أو محروقة في مكان محدد وواضح. ترسم مليحة أفنان الظلال المتعددة الألوان ولكن معاني هذه الألوان تشير إلى الوحدة والعزلة والاغتراب.

 

 اشتهرت مليحة أفنان بما أسمته “اللوحات المكتوبة”. والتي تستكشف من خلال وسائطها المختلطة موضوعات مثل التهجير والاقتلاع والمنفى والتشرد. ترسم مليحة أفنان بقوة وكأنها ترسم على قطع أثرية وليس على قماش. وتقول عن أعمالها إنها متجذّرة في الذاكرة الشخصية والجمعية ودائما ما تقود إلى أماكن ومخطوطات ووجوه حقيقية ومتخيلة إن كان بطريقة لاواعية.

 استوحت مليحة أفنان رسومها من بيئة تعرفها بالذاكرة ثم تعرفت عليها بالخيال واللون لتضع من كل ذلك حبرا يعود بها إلى تلك الأرض التي تظهر وتغيب كأيقونة. في إحدى المقابلات صرحت مليحة أفنان: “الهوية مهمة والدين مهم للإنسان ولكن هناك عوامل مشتركة في الإنسانية لكي نصل إلى عالم أفضل”.

 

أقامت مليحة أفنان 12 معرضا منفردا وخمسة وعشرين مشتركا في أنحاء العالم، ومعرضين استعاديان في لندن 2000 و2006. كما لديها بعض الأعمال في متحف المتروبوليتان وضمن مجموعة الفن المكتوب في ألمانيا وفي معهد العالم العربي في باريس ومجموعة بنك ( البي اي 11) في باريس. كما شاركت في معارض كثيرة في برلين وبلجيكا ولندن وميلانو وفيسبادن وريو دي جانيرو وسان باولو وكامبردج وبيروت ودبي والإمارات العربية وسانت بيطرسبرغ وباريس واليونان.

 

وهناك فيلم وثائقي عنها بعنوان “مرايا ونوافذ-المرأة كفنانة”. وثمة كتابان عنها “وجوه أليفة” لروز عيسى (2013). وكتاب آخر بعنوان “معالم ووجوه وأمكنة”.

ذات مرة كتبت مليحة أفنان:” كل شيء يبدأ بالإشارات والحروف”. هذه الإشارات والحروف والألوان حملتها لتكون قامة راسخة في تاريخ الفن.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *