سجلوا عندكم

بين زمنين

Views: 92

خليل الخوري 

على قاعدة «شر البلية ما يضحك» ضحكت طويلا وانا أقرأ خبرا تحت عنوان: بعد تموز لا كهرباء.

فورا وجدتني اتساءل: وهل ثمة كهرباء في تموز؟

انا من الذين يشترون التيار الكهربائي من الشركة الرسمية وكذلك من احد المولدات. ومنذ أسابيع تتكرم علينا الشركة بساعة في اليوم حينا، وبساعتين أحيانا. اما المولد فيحرمنا من التيار اربع مرات في اليوم، صباحا ساعتين، ونحو الظهر  ساعة، وبين الرابعة والنصف والسابعة والنصف مساء، وبين الثالثة فجرا والسادسة صباحا … والأنكى ان الفاتورة ارتفعت ارقاما قياسية.

ولا بأس، فإننا نشكر الله ونحمده، وهو الذي لا يحمد على مكروه سواه، مع فارق اساس وهو أن هذا الظلم الذي يحل باللبنانيين ليس من قضاء الله وقدره انما هو من انتاج هذه الطبقة المتحكمة بالناس.

يحدث هذا في وقت يتعامل أهل السياسة مع التطورات المأساوية وكأنها تجرى في بلد آخر من هذه المعمورة… ويتصرفون كأن الدنيا بخير، وكل شيء على ما يرام يا سيدتي المركيزة. وليست لهم هموم سوى هم التمريك على بعضهم، والاساءة الى بعضهم، وانتظار بعضهم البعض على الكوع للنيل من الآخر.

ونود أن نقول من خلال تجربة طويلة مع القيادات السياسية والوطنية في الزمن اللبناني الجميل إنها حولت لبنان الى جنة على الأرض، وإن المنافسة بينها كانت شريفة، وإن المجلس النيابي كان منقسما (على الصوت الواحد تقريبا) فلم يكن نواب المعارضة في السلطة ولا نواب الموالاة مع المعارضة. وكانت قبة البرلمان تشهد لتلك المداخلات التي يستحق  بعضها أن يدرس في أرقى الجامعات. كانوا يتنافسون على الخير العام، وبالتأكيد بخلفية المصلحة السياسية، ولكن ليس على حساب الوطن كما فعل من شربوا الضرع وأكلوا اللحم وجرموا العظم.

والأمثلة كثيرة منها عندما ادى فوز الرئيس سليمان فرنجية بالرئاسة بالصوت الواحد وتمنع رئيس المجلس النيابي صبري حماده عن إعلان النتيجة اتصل به الرئيس فؤاد شهاب حاثا على اعلانها مع ان فرنجية وصل بأصوات الحلف الثلاثي المعارض لشهاب.

وعندما اختلف فرنجية وصائب سلام بقوة تقدم سلام بالاعتذار عن التأليف داعيا اللبنانيين الى الالتفاف حول فخامة الرئيس.

وعندما تبين للرئيس كميل شمعون، في عهد فرنجية، أن الطيف السني سيشعر بأنه مغبون برئاسة احدى الحكومات  فلم يقبل أن تنال الثقة التي كانت مضمونة  بأكثرية وازنة…

ولو شئنا لاسترسلنا طويلا. والمسألة مسألة قيادات ورجال كبار.

«على فوقة» يومها كان  التيار الكهربائي 24/24 وكنا  نورد الفائض الى سوريا… وبالطبع لم تكن ثمة حاجة للمولدات ومافياتها.

(Clonazepam)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *