العائد

Views: 780

الياس حبشي

 

 عاشق “زحلونه”، والتي كان يعود إليها من باريس قامةً فكريةً مديدة مطلع كل صيف، يعود إليها هذا الصيف، لا كما في المرّات السابقة، بل رفاة في نعش.

 فإلى روح الصديق والشاعر المفكّر الكبير الدكتور جوزف صايغ هذه التحيّة:

 

 

 يا كبيراً من مَوْطِنِي، لبنانُ

 ما هَوَىً إلَّاهُ ولا أَوْطَانُ

 

 في فرنسا سُتُّون عاماً وفيها

 أنت تَقْضِي… لبنانُكَ الوُجْدَانُ

 

 وإلى زحلاكَ التي عِشْتَ تَهْوَى

 عُدتَ جوزافُ العَاشِقُ الوَلْهَانُ

 

 عُدتَ، وَالَوعَتي، ولَكِنْ رُفَاةً

 حُبُّ زَحلَاكَ ضَمَّهُ دِيْوَانُ!!…

 

 هي “زَحْلٌ قصيدةٌ” ليسَ أَوْفَى

 قُلْتَ فيها حُبّاً صَفَا لا يُشَانُ*

 

 لم تقُلْ شِعْراً لم تَكُنْ فيه آَهٌ

 وحَنِينٌ لزَحْلَةٍ وحَنَانُ!!!…

 

 وتُنَاديهَا: إِيْهِ “زَحلُونُ” حُبّي

 لَفْظَةٌ يَحلُو وَقْعُها المِرنَانُ

 

 فَتَنَتْني غَدَاةَ أَسْمَعتَنِيهَا

 مِثْلَما لا مُدَلَّلَاتٌ حِسَانُ

 

 آخِذٌ عنها حُبَّ لبنانَ، تَأبَى

 من فَرَنْسَا جِنْسِيَّةً تُسْتَعَانُ

 

 هِيَ عَوْنٌ في. أَيِّ شَأْنٍ خَطِيرٍ

 بل سلاحٌ ولِلْمُقِيمِ ضَمَانُ!.

 

 *

 

 أنتَ تُوْصِي بأَنْ تُوَارَى تُرَاباً

 فوقَهُ عِشْتَ يومَ طَابَ زَمَانُ

 

 من حَصَى تُرْبٍ كم بَنَيتَ “قُصُورَاً”

 وَتَتَالَتْ* قُصُورُكَ القُصدَانُ!!!…

 

 ها هُنَا “صِلٌّ”* في أَسَاطِيرَ تَحْلُو

 بِمَغَازٍ مَضْمُونُها غَنْيَانُ!!!…

 

 شاعرٌ “عاشقٌ” يَطِيبُ غِنَاهُ

 و”ثُلَاثِيّاتٌ” هَوىً، هَيَمَانُ!!…

 

” آَنَ كُولِينً” وَحدَهَا مَلَكُوتٌ

” آَنَ كُولِينُ” وَحدَها مِهْرَجَانُ!!!

 

 عالمٌ أو دُنَى جمالٍ فريدٍ

 قَاصِرٌ أُنْسٌ عن مَثَيلٍ وَجَانُ!!

 

 غَزَلٌ رَقَّ فَالْقَصِيدُ نَضِيرٌ

 نُضْرَةَ الرَوضِ إنْ أَتَى نَيْسَانُ!!

 

 لِسِوَاهُ لم أَقْرَأَنَّ صَلَاةً

 فَبَخُورٌ أَغْزَالًهُ لا دُخَانُ!!!

 

 صَائِغٌ ما بِاسْمٍ فقط بل بِفِكْرٍ

 صَاغَ شِعْراً يَرَاعُهُ التُرْجُمَانُ !!!

 

 رَصَّعَ الشِعرَ فالْقَصَائِدُ بَاهَتْ

 وَتَلَالَا ما عَسْجَدٌ* وَجُمَانُ*.!!!.

 

 *

 

 زحلةٌ، باريسٌ مَرَابِعُ تَغْلُو

 وَقْتَما العمرُ صَبْوَةٌ وَافْتِتَانُ

 

 ما يَطُلْ عُمْرٌ لا يُمَلَّ مُقَامٌ

 فيه طابَ الصَّفَا، الرِضَا والْأَمَانُ!.

 

 هو أَهْدَى لِوَالِدَيهِ احتِرَاماً

 “أَرضَهُ الأُخْرَى” مِثْلَها “الدِيوَانُ”

 

 هو بَارٌ بوَالِدَيهِ وَفِيٌّ

 مثلُ ما أَهْدى لم يَكُنْ دِيوَانُ!.

 

 دُرَرُ الفِكْرِ في “رَصَائِعَ” أَجَّتْ*

 مِثْلَما أَجَّ في القَصِيدِ بَيَانُ!!..

 

 “رَقَمٌ” شَاءَ “اللَّازَوَرْدَ” رَفِيقاً،

 وَاهِجٌ فيه شَعْشَعَتْ أَلْوانُ!.

 

 فَلْسَفَ الكَونَ فالوُجُودُ كِيَانُ

 وَاكْتِنَاهُ* الوُجُودِ شَانٌ وشَانُ

 

 شاعرٌ عَالِمٌ؟ لَأَمْرٌ عُجَابٌ

 طَايَبَتْهُ وَازْهَوهَتِ الأَكْوَانُ!.

 

 إَنْ تُقَلَّدْ من الرَئِيسِ وِسَاماً

 أنت كُفْءٌ ولِلرئيسِ امْتِنانُ

 

 عَاشِقٌ زَحْلُونَ الحبيبةَ، فَارقُدْ

 في ثَرَاهَا وَلْيَنْبُتِ الرَّيْحَانُ

***

 لفت نظر:

ما وُضِعَ بين مزدوجين، هو العناوين التي أعطاها الشاعر لدواوينه

 

 مفردات:

– ليس يُشَانُ: لا يُعَاب – ليس فيه عيب

– تتالت: تتابعت

-الصِلُّ: الحيّة السامة الخبيثة

-العسجد: الذهب الخالص الصافي

– الجُمان: اللؤلؤ

– أَجّت: توهّجت

– إكتنه الكون: تعمّق في درسه ليعرف جوهره

– شان: هي “شأن” وقد حُذفت الهمزة لضرورة القافية، وهذا جائز… والشأن: كل ما هو هام في حياة الإنسان، وجمعها: شؤون.

 

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *