في لحظة هدوء…
رندلى جبور
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا نحتاج إلى موانئ سلام نبحر إليها في دواخلنا… نكتشف كم أننا نحتاج إلى أن نتنفّس، إلى أن نترك ضجيجنا بعيداً ونستلقي على غيمة حلم…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا نحتاج الى أن نسكن السكينة، وأن تسكننا…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا مضطربون وتستوطننا الفوضى… هي فوضى فكرية وعاطفية، بل هي فوضى حياة بكاملها…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا نحتاج الى ان نعود الى ذواتنا، تلك الصافية التي يعكّرها الوضعان العام والخاص… التي تتخبط في الرماد والجنون…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا تعبنا من الصلبان، تلك التي نحملها بأثقالها على أكتافنا المرهقة، كم أننا تعبنا من الضرب على أوتارنا الحساسة، كم أننا نتألم في يومياتنا التي ما عادت تشبه ذاتها…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا نحتاج الى الضوء في عز عتمة، كم أننا نحتاج الى الاوكسجين وسط اختناق، كم اننا نحتاج الى استراحة على متن هيجان…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا نحتاج الى ان نعود الى ماضٍ أو أن نذهب الى مستقبل، ونترك الحاضر بقسوته هنا، حيث هو…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا نحتاج الى نرحل بعيداً، فيما الرحيل حتى صار بلا أفق…
في لحظة هدوء، نكتشف كم اننا نحتاج الى ابتسامة فيما وجوهنا الباهتة لم تعد تتقن فن الابتسام…
في لحظة هدوء، نكتشف كم أننا نحتاج الى حضن نلقي عليه همومنا الكثيرة، ونغمض عيننا على غمرة ولمسة أمان!
