فشّة خْلْق

Views: 16

خليل الخوري 

وانتهى مسار تأليف الحكومة كما يجب أن ينتهي، فقد نالت الثقة الوازنة التي تمنّاها رئيسها.

على الصعيد الدستوري والقانوني بات لدينا فريق عمل حكومي مؤلف من مجموعة أفرقاء لا  يجمع بينهم أي قاسم مشترك. وعلى سبيل المثال ليس من نقط مشتركة بين وزراء التيار الوطني الحر وكل من وزراء حركة أمل، وأيضاً وزراء كتلة المستقبل، وكذلك الوزيران المحسوبان على الوزير سليمان فرنجيه والنائب فريد الخازن. وفي المقابل ليس ما يجمع بين وزراء المستقبل ووزيرَي حزب الله…

وسيكون على الرئيس الميقاتي أن يلعب دور المايسترو الذي يقود هذه الأوركسترا ليس إلى الأنغام المنسجمة في ميلوديا مثالية، إنما، على الأقل، يقودها إلى الحد الأدنى من النشاز، وتلك مهمة ليست سهلة على كل حال.

في اختصار فشَّ النواب خلقهم وراوحت المداخلات، باستثناء قلة، بين الديماغوجية والاستعراض والسخافة… وكم كان لافتاً أن الكثير من المشكو من أدائهم في المسؤولية وتجاوزاتهم وارتكاباتهم كانوا الأبعد مدى في توجيه الانتقادات إلى سواهم.

ويقتضي الإنصاف القول إن  المداخلة الموضوعية الرزينة التي تناولت البيان الوزاري بنداً بنداً وأبدت رأياً علمياً فيه كانت تلك التي ألقتها النائبة عناية عز الدين التي اعتمدت أسلوباً علمياً رصيناً لم يكن منطلقاً من الأحقاد، أو هادفاً إلى التمريك والتزريك، على غرار الكثير مما استمعنا إليه أمس في الجولتين الأولى والثانية من جلسة الثقة.

صحيح أن بعض المداخلات دغدغ مشاعر الأنصار والأتباع في الرأي العام، والبعض الآخر توجه إلى الشريحة المقابلة من الرأي العام… ولكن هذا ليس له من نتيجة سوى المزيد من شحن النفوس بالبغضاء…

المهم أنه صارت عندنا حكومة بعد طول فراغ في السلطة التنفيذية. ولسنا وحدنا بين بلدان المعمورة التي قد يستغرق تشكيل الحكومة فيها أمداً طويلاً (على سبيل المثال: في بلجيكا، البلد الأوروبي بامتياز ومقر البرلمان الأوروبي، لم يستطيعوا تشكيل الحكومة إلا بعد أزمة استمرت 571 يوماً. أي نحو 16 شهراً). إلا أن عجلة الدولة تستمر في الدوران في تلك البلدان،  وليس الأمر مثل حالنا التي يصيبها الشلل التام في الإنتاج فيما الأزمات والمآزق والكوارث في سباق ماراتوني مروّع نحو القعر.

ونعود إلى البيان الوزاري لنقول لرئيس الحكومة إن ما تعهد به في بيان الحكومة تلزمه سنوات عديدة للتنفيذ، وليس فقط ثمانية أشهر، كما هي حال حكومته المحكومة دستورياً بالاستقالة بعد انتخابات الثامن من أيار المقبل.

(https://www.banucciteam.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *