ما بين الحَياة و… الحياة!

Views: 782

لميا أ. و. الدويهي

حين ترحلُ الحياةُ منَّا،

ما الذي يتبقَّى

غير اللوعة والأسى؟…

حين ترحلُ الحياةُ عنَّا،

كيف نحيا

والقلب تعتصِرُه الغَصَّة؟…

وكأنَّ الألم

هو العنوانُ العريض للحياة

وكأنَّ التمخُّضَ الدَّائم

هو السبيل الأوحد

لبلوغ قطراتٍ ولو قليلة من السَّعادة…

وكأنَّ الصُّعودَ إلى القِمم

هو انحدارٌ إلى أسافلَ سحيقة،

يُعانِدُ الأحلام

التي لطالما رسمَت

خطوطًا لذاتِها في البال،

فصحَت على وقعِ مِحنٍ وآلام

عِوضًا عن الآمال…

ما الذي يتبقَّى،

حين الرؤيا تَتشوَّش

والأهدافُ تتلاشى

والمُثابرة تَتشتَّتَ

والإرادة تتنحَّى؟…

ما الذي يتبقَّى،

حين القلبُ يدمع

والموتُ الرُّوحَ يطعن؟…

ما الذي يتبقَّى؟…

إن نظرْنا إلى الأعالي… في أعماقِنا

لوَجدنا بأنَّ الحياة هي أنت…

وما الحياةُ سوى لحظاتِ عُبورٍ

توصِلُنا إليكَ… أنت…

إمَّا نرزحُ تحتَ أحمالِها

وإمَّا نطَؤها بأقدامِنا…

ليستِ الأنفاسُ هي الحياة

ولا المباهجُ هي الأفراح…

إن كَسرنا طوقَ هذه «الحياة»

وَلجنا، بالرغم من الألم

والموت والوجع،

إلى جوهرِ «الحياة»

الذي ينمو في العُمق،

يحصِدُ المِحنَ والتَّجارب

يرميها في أكوازِ الانصهار

فيُولَدُ من رحمِها «إنسانُ الحياة»… 

 ٢٥ /٩ /٢٠٢١

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *