سجلوا عندكم

“دهاليز” النفس… وفساد المجتمع!

Views: 9

أنطوان يزبك

البخيل، السارق والكذاب ثالوث الفساد الاجتماعي.

هذه المثالب يأتي الحسد ليتوجها بصنيعه المدمر والهدام…

كانت والدتي، رحمها الله، تحذرني من ثلاثة: البخيل،السارق والكذاب. بعرف أمي هؤلاء هم السبب الرئيس لانحدار المجتمع وسقوطه. (https://hingwala.com)

والمقصود هنا المجتمع الأخلاقي مولد الأخلاق وسلوكيات البشر إضافة إلى ما يمكن أن يهدد هذا المجتمع من جرائم وآفات (قتل، تحرش وزنى،وسائر الجرائم الموصوفة).

عندما نتمعّن في البخل والسرقة والكذب، نتيقن أنها فعلا سبب الشرور في معظمها، مع بعض الاستثناءات، فالبخل والسرقة توأمان ومن يمارسهما لا بد وأن يكذب أيضا خدمة للمثالب والشرور التي يراكمها في تصرفاته، وأن يطمع برزق غيره فيصبح حكمًا حاسدًا من الدرجة الأولى.

 

قيل: من طلب ما في أيدي الناس بقيت يده فارغة، لأنه مكتوب ان تعيش من عرق جبينك لا من تعب الآخرين.

كثر هم الذين يبغون كسب المال بطرق ملتوية، من دون تعب أو شقاء، في المقابل ثمة من لا يرضون أن يأكلوا سوى من عرق الجبين .

السرقة أنواع: سرقة الأفكار والاحاسيس والقصائد وكل شيء…

 يقول تشيخوف: “ما أكثر الذين يسرقون من دون أن يشموا رائحة السجون”. يقصد أن السارقين خارج السجن أكثر مما يوجد في داخله.

في المقابل ثمة من يفضل الموت جوعا على أن يطلب ويذلّ نفسه،

 يقول الإمام علي: “فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها”.

 

يبقى البخيل أشقى الخلق أجمعين، إذ يمضي العمر بالتقتير وجمع الأموال وتكديسها،لا يتمتع بالحياة أو على الأقل يعيش حياة لائقة، ولا أبلغ مما يقوله الإمام علي رضوان الله عليه في هذا الخصوص:

عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب

ويفوته عيش الغنى الذي إياه طلب

يعيش في الدنيا عيش الفقراء

ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء..

البخيل كالحاسد، يهمل ذاته الداخلية من خلال  النظر إلى ذوات الآخرين فيخسر بشكل مزدوج.

 

الحسد هو وسيلة دخول الشيطان إلى النفوس، هو بطاقة مرور الأنفس الجحيمية من العالم السفلي إلى العالم العلوي عالم البشر ، بغية افساده وتعجيل انهياره وانحداره إلى الفوضى والحروب والزوال.

هذا الإنسان الذي اذابت انانيته إنسانيته يتصرف بحيوانية من أجل أطماع تصبح مع الوقت تافهة ولا معنى لها، يبقى ما قاله بوذا أبلغ وصف في طبيعة الإنسان:

ما نفع ثيابكم النظيفة وشعركم المجدل، إن الداخل هو الأهم، وداخلكم نجس وأنتم لا تظهرون سوى خارجكم.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *