سجلوا عندكم

الانحدار

Views: 840

خليل الخوري

 

وكان الأجدى أن نستبدل كلمة الانحدار، في العنوان، أعلاه، بكلمة الانحطاط. فنحن انحدرنا من زمان، وليس من اليوم… وصرنا في القاع، أيضاً، من زمان، وفعلًا «لم يعدْ تحتَنا تحتٌ». رحم الله رشدي المعلوف، الصحافي الكبير، والد الأستاذ أمين المعلوف، زميل «الخالدين» في الأكاديمية الفرنسية. فعندما أطلق أبو أمين ذلك الشعار – التحذير، كان لبنان لا يزال بألف خير، ما يدعونا إلى التساؤل عمّاذا كان سيقول صاحب جريدة «الصفاء» لو قُيّض له أن يعيش إلى أيامنا هذه، ليعاين أحوالنا المتدهورة إلى حدود المجاعة والقهر والفقر حتى الكفر؟!.

من نافل القول أن نردّد الكلام حول ما أوصلتنا إليه الطبقة السياسية… وكان في ظننا أن التكرار قد «يُعَلِّمُ» فيهم، ولكن عبثاً نحاول أن ندقّ الماء. وأمام الأزمة الكبيرة التي أوصلت العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربية إلى الحضيض، نرى أن الحل ليس في الخارج. صحيح أن الرئيس نجيب ميقاتي قام بنشاط ملحوظ على هامش قمة غلاسكو، ولكن الحل لن يأتي إلا من الإرادة اللبنانية بمبادرات خلّاقة وشجاعة تنطلق، فقط، من مصلحة لبنان واللبنانيين، بمن فيهم، بل في طليعتهم، أبناؤنا المنتشرون في أربع زوايا المعمورة، بدءاً من الموجودين في الخليج كون الأزمة تعنيهم مباشرة، وتعني (عبرهم) كلّ بيت في لبنان تقريباً، وتزداد أهميتهم وفعالية دورهم في هذه الأزمة الاقتصادية المروّعة التي تضرب لبنان، فتأتي تحويلاتهم لتخفف من وطأتها الضاغطة بقوة على كاهل اللبنانيين.

نقول إن الحل في لبنان، ونضيف أنه يجب أن ينبثق من هذا الوطن المنكوب بـ»الجماعة» السياسية، كما يسميها غبطة البطريرك الماروني بطرس بشارة الراعي… ولكن هؤلاء القوم قلّما يعنيهم ما يتجاوز مصالحهم وأنانياتهم والأشداق المفتوحة على الالتهام والبلع…

فلماذا لا يلتقي هؤلاء على كلمة سواء، فيُجمعوا، ولو لمرّة واحدة، على المصلحة اللبنانية العليا؟!. أو أنه لا يعنيهم هذا الشعب الصابر الصامد في شيء، باعتبار أنه لا يزال يحلف باسم البيك والزعيم والاقطاعي من أحفاد وأبناء الزعماء والبكوات والاقطاعيين الذين تناوبوا علينا طويلاً، مع فارق أن جماعة أيام زمان كانوا على بعض الرأفة بـ»الرعايا»، أما جماعة اليوم فالله يستر…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *