مبادرة “لبيروت” في مؤتمر اليونسكو في باريس

Views: 204

شارك وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي في الدورة الواحدة والأربعين لمؤتمر منظمة اليونسكو الذي عقد في مقرها في باريس ، وضم الوفد اللبناني المدير العام للتربية الأستاذ فادي يرق، ومديرة مكتب الوزير السيدة رمزا جابر ، في حضور مديرة وكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت كوستانزا فارينا ومسؤولة التربية في المكتي ميسون شهاب .
 
وعقد مسؤولو التربية والتعليم في اليونسكو ، اجتماعاً اليوم مع ممثلين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء في اليونسكو في مقر اليونسكو في باريس، على هامش الدورة 41 للمؤتمر العام.

ويهدف الاجتماع، بحسب اليونسكو، “إلى حشد الشراكات والموارد الدولية، فضلا عن الدعم التقني والمؤسسي من أجل تحقيق الخطة الخمسية للتعليم العام للبنان، جزءا من مبادرة اليونسكو الرائدة “لبيروت”. 
 
ووقعت اليونسكو ووزارة التربية والتعليم العالي “كتاب نيات”، “لتأكيد دعم اليونسكو الإضافي للخطة الخمسية، عبر خبرة المساعدة الفنية الهادفة والدعم المتخصص، من أجل التنفيذ الفعلي للعديد من مكونات الخطة الرئيسية”.
 
وطورت وزارة التربية الخطة الخمسية بخبرات فنية متخصصة من مكتب اليونسكو في بيروت ومعهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي. 
 
وأطلقت وزارة التربية في آب، خلال زيارة مساعدة المديرة العام لليونسكو للتعليم ستيفانيا جيانيني “أول خطة لقطاع التعليم بقيادة وزارة التربية في لبنان وستسمح بدعم نظام تعليمي أكثر مرونة عبر العمل المنسق حيال الأهداف الاستراتيجية والإصلاحات الحاسمة”. 
 
وتركز الخطة على “القطاع العام أثناء السعي إلى التآزر مع قطاع المدارس الخاصة، وعلى فرص تحسين الوصول الى التعليم ونتائج التعلم، وعلى توفير إطار عمل للمبادرات بين القطاعين العام والخاص التي ستجلب الابتكار إلى مجال تقديم خدمات التعليم”. 
 
أما في “كتاب النيات” الموقع، فقد التزمت اليونسكو “تقديم المزيد من الدعم المتخصص للخطة الخمسية، عبر خبرة المساعدة التقنية التي تهدف إلى ضمان التنسيق عالي الجودة، ومواءمة المساعدات، وإعداد التقارير المرحلية، والرصد والتقويم”. 
 
وينص الكتاب على أن اليونسكو “وفرت موارد أساسية للاستجابة للمهمات المطروحة، وبدأت بتعيين الخبراء بالتنسيق الكامل مع الوزارة وستواصل توسيع دعمها.
 
الحلبي

وقال الوزير الحلبي: “مع الخطة الخمسية، ونحن ننتقل من وضع الاستجابة للأزمات إلى التدخلات المتوسطة والطويلة المدى”. 

وذكر بـ”جائحة كوفيد-19 وأزمة اللاجئين السوريين وانفجار مرفأ بيروت كأزمات مستمرة أثرت على قطاع التعليم في لبنان”، وشكر اليونسكو على “دورها في إعادة تأهيل أكثر من 100 مدرسة ضمن “لبيروت”. 
 
وأوضح “إن الخطة الخمسية هي حاملة لنهج عالمي شامل، والحفاظ على جودة التعليم في القطاعين العام والخاص، وكذلك استدامة النماذج الاقتصادية الحالية، مع البقاء على دراية بالتغييرات من أجل الحفاظ على جودة التعددية اللغوية. وستوفر هذه الخطة فرصا متساوية لجميع الأطفال المقيمين على الأراضي اللبنانية للحصول على تعليم جيد، وتأخذ في الاعتبار بشكل كامل الفئات السكانية المهمشة أو الضعيفة أو الطلاب المهاجرين أو الطلاب المحتاجين”.
 
وأضاف: “نحن في صدد تطوير خطة مماثلة للتعليم العالي بدعم من اليونسكو، لكنني أدرك جيدا أن عمل الوزارة يعتمد، إلى حد كبير، على المشاركة الفنية والمالية لجميع المانحين وأن دعمهم لقطاع المدارس أمر أساسي وحاسم في عملية إعادة الإعمار الوطنية”.
 
وختم: “إن الحفاظ على نظامنا التربوي الوطني وتطويره، وكذلك مستقبل جميع أطفالنا، هو أهم أولوياتي، ومن هنا تأتي أهمية الدور التنسيقي لليونسكو”.
 
جيانيني

وذكرت جيانيني بأن “هناك خطرا حقيقيا لوقوع كارثة تعلم في لبنان. قد لا يعود الأطفال والشباب المعرضون للخطر إلى المدرسة أبدا”. 
وقالت: “كمجتمع دولي، لا يمكننا أن ندع هذا يحدث. يجب أن نعمل معا بشكل عاجل لإعادة نظام التعليم اللبناني إلى مساره الصحيح عبر حماية التمويل للقطاع وزيادته. تتطلب الدولة استراتيجية متوسطة إلى طويلة المدى تعطي الأولوية للتعليم كمحرك للتنمية المستدامة. مع الخطة الخمسية، لدينا استراتيجية جيدة التصميم وواقعية وشاملة لتلبية حاجات الأطفال والشباب في لبنان. إن وجود خطة استجابة تعليمية شاملة واحدة على مستوى القطاع بقيادة الحكومة وتملكها، ويوقعها جميع الشركاء الرئيسيين هو الحل الوحيد لمعالجة تعقيد الأزمة الحالية بفاعلية”.
 
ممثل شريف

وألقى ناصر فقيه ممثلا مديرة صندوق “التعليم لا يمكن أن تنتظر” ياسمين شريف، الضوء على حقيقة أن “لبنان يحتاج إلى اهتمام العالم”. 
وقال: “إنها دولة تستضيف أكبر عدد من اللاجئين لكل فرد وتستثمر في التعليم لكل من اللاجئين والأطفال المهمشين، بينما تواجه أزمات متعددة بمفردها. توفر الخطة الخمسية هذه خارطة طريق وحافزا للمجتمع الدولي لدعم الأطفال والشباب بشكل ملموس على أرض لبنان للوصول إلى تعليم عالي الجودة، وهو مطلب أساسي للبنان للبقاء قويا وإعادة بناء مستقبله. هذه هي الفرصة لإظهار التضامن الدولي. اذا ليس الان فمتى؟”.
 
مديرة مكتب اليونسكو – بيروت

وصفت مديرة مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت كوستانزا فارينا الخطة الخمسية بأنها “أول إنجاز ملموس لنهج مبادرة لبيروت الاستراتيجي الجديد”، والذي تم تقديمه في 29 تشرين الاول في اجتماع في مقر اليونسكو، بحيث تم الإبلاغ عن النتائج الفعلية للمبادرة ورؤيتها للمستقبل”. واعتبرت أن “اليونسكو تشرفت بدعم تطوير الخطة الخمسية”.
 
وتضمنت الجلسة عرضا للخطة قدمه المدير العام للتربية فادي يرق وملاحظات لممثلي الدول الأعضاء.
 
وذكرت اليونسكو بأن “لبنان يستجيب لصدمات كبرى منذ اعوم تشمل الأزمة السورية، التي تسببت في نزوح أكثر من 1,2 مليون سوري في البلاد بين عامي 2011 و 2015. تبع ذلك عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي اعتبارا من عام 2019، إلى جانب جائحةكوفيد-19. و أضاف الأثر المدمر لتفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020 بعدا معاكسا إضافيا للوضع الخطير. نتيجة لذلك، ازداد مستوى الفقر ودرجة الضعف في مجتمعات اللبنانيين والنازحين واللاجئين. وتتعرض نسبة متزايدة من الأطفال الذين يعيشون في لبنان لخطر فقدان حقهم في الحصول على تعليم جيد أو عدم الوصول اليه بشكل مطلق”.
 
واشارت الى ان “لبيروت” نداء دولي لجمع التبرعات أطلقته المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي من بيروت في في 27 آب 2020 في أعقاب تفجير المرفأ، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف والمعارض والصناعة الإبداعية، والتي تعرضت جميعها لأضرار جسيمة”.

لقاءات جانبية للوزير 

من جهة ثانية عقد الوزير الحلبي العديد من اللقاءات الجانبية على هامش الدورة الواحدة والأربعين للمؤتمر السنوي لمنظمة اليونسكو في مقرها في باريس ، والهادف إلى توفير الدعم المالي والفني لتطبيق الخطة الخمسية للوزارة.

وكان اللقاء الأول مع سفيرة كندا في باريس ناتاشا كاير في حضور مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت السيدة كوستانزا فارينا،ورئيسة بعثة لبنان لدى اليونسكو السفيرة سحر بعاصيري،  والمدير العام للتربية الأستاذ فادي يرق ،ومديرة مكتب الوزير السيدة رمزا جابر، ومسؤولة برامج التربية في مكتب اليونسكو في بيروت ميسون شهاب.
 
وتناول البحث كيفية الوصول إلى تعزيز السبل لدعم التربية في لبنان ، وأبدت السفيرة الكندية استعداد بلادها للدعم ولمساعدة لبنان وحمايته من تداعيات الأزمات ، كما أبدت حماسا كبيرا للتواصل مع الحكومة الكندية من اجل توفير الدعم للبنان وتمكينه من الإستجابة لمتطلبات التعليم .
 
الوزير الفرنسي 

ثم اجتمع الوزير الحلبي والوفد اللبناني مع وزير التربية الفرنسي السيد جان ميشال بلانكير وعرض معه تعزيز التعاون التربوي ووقوف فرنسا إلى جانب لبنان وخصوصا في المجال التربوي ، وعبر الوزير الفرنسي عن استعداد بلاده لدعم المدرسة الرسمية لتشكل خيارا جيدا في ظل انتقال العديد من التلامذة من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية ، وتأسيس ثانويات رسمية نموذجية مما يتطلب إيفاد خبراء فرنسيين والمساعدة في تدريب الطواقم التربوية اللبنانية ورفع مهارات وطاقات المدربين اللبنانيين .
 
الوزير الإيطالي

واجتمع الوزير الحلبي والوفد كذلك مع وزير التربية الإيطالي السيد باتريسيو بلانكي ، الذي أكد وقوف بلاده إلى جانب لبنان ، سيما وانها كانت اخذت على عاتقها ترميم مدارس بعد انفجار مرفأ بيروت . وعبر عن استعداد إيطاليا لتقديد مساعدة فنية للتعليم المهني والتقني وتدريب المعلمين فيه ، كما اكد الإستعداد لتأمين التوامة بين الجامعات اللبنانية والإيطالية وإرسال خبراء للتدريب في شتى المجالات .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *