فقدنا الحريّة وماذا سنفقد غدًا؟

Views: 11

سليمان بختي

 

-1-

التأمل في أوضاعنا يشبه حالة التقلب على جمر النار. لا شيء يخفف الوجع سوى لحظة التقلب من درجة إلى درجة أو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة. السيد هو الخوف، والغائب الأكبر هو الأمان. (www.almostthererescue.org) والواضح ان اليوم أسوأ من الأمس والغد أسوأ من اليوم. كم ينطبق علينا ما قاله  الشاعر محمود درويش (1941-2008) غير مرة :” بالأمس فقدنا الحرية، واليوم نفتقد المحبة، أنا خائف من الغد لأننا سنفتقد الإنسانية”. 

-2-

في فيلم “ضد الحكومة” (1992) للفنان أحمد زكي ( 1949-2005) وإخراج عاطف الطيب (1942-1995) ينهي أحمد مرافعته الشهيرة في نهاية الفيلم بكلمة تختصر المأساة التي يعيشها الشرق “يا عزيزي كلنا فاسدون”. 

-3-

وبعد، هل الخسارات والخيبات التي مني بها الشعب اللبناني وتحديدا في سنوات الانهيار قابلة للتعويض؟ وكيف؟ الثقة، الأمل بالوطن ومستقبل البلد. فقدان الذين هاجروا ورأوا أحلامهم  تيبس  أمام عيونهم. ضياع صورتنا في المكان. فقدان الشعور بـالأمان بعد انتهاك كل شيء. الخذلان. الإحساس المتعب المستمر بأن البلد على كف عفريت. وأن الحرب على صوص ونقطة. تسمع صوت فيروز في مسرحية “جسر القمر” (1958) لا يشبه كل ما تسمع! تقول:” يا شيخ المشايخ… حَ قلك هالكلمة صوت المعول  أحلى من رنين السيوف / والرضا أحلى من الزعل / والسلام كنز الكنوز”.  

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *