رسائل إلى أمي… سنة!

Views: 503

رندلى جبور

أمي، سنة مرّت وكأن العمر كلّه مرّ في هذه السنة… بغيابك، كبرنا يا أمي سنيناً. قاموسُنا تغيّر. إبتسامتنا ما عادت هي إياها. لغتُنا باتت ناقصةً حناناً، ومِن يوميّاتنا شُطِبت تلك الغمرة.

سنة مَرّت مُرّة كالعلقم. كانت من السنوات العجاف. تلك التي حتى في عزّ مَطر، كانت مُصابة بالجفاف. الشتاء من دونك بلا دفء، والصيف إِلّاكِ فَقَدَ لَمَعانَه.

ما عُدْتُ أُطيق تشرين يا أمي، ولا فصْل الخريف الذي به سقطّتِ عن شجرة الحياة. ولكن يبقى إيماننا أنكِ صِرْتِ الثمرة الطيّبة على شجرة الحياة الأبدية، وأنكِ في مكان أجمل بكثير من ذاك الذي نحن فيه.

فمكاننا هو محطات أوجاع، وزماننا روزنامة سأم، وأيامنا أجندة شوق لا تنتهي أوراقُها علّنا نغلقُها ونرناح.

ليست من راحة هنا يا أمي، بل الراحة هي أنتِ وحيث أنتِ!

أمي، نعيش شوقنا إليكِ في كل لحظة، في كل تفصيل يفتقد لتفاصيلك. نعيش حياة أخرى مختلفة عن تلك التي كانت بوجودك.

آه كم تركْتِ من فراغ يا أمي، ومع ذلك نملؤه بِحبّنا الابدي لكِ، ونَعلَم أنك الابد وأنك الحياة، حتى في موتك!

بحبك ميّوش…

رندلى

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *