تصرفاتنا… من صلب معاناتنا الصحية!

Views: 597

أنطوان يزبك

 

من المؤكد أن الرغبة في  الحياة تدعو إلى إطالتها (لورد بايرون).

 

بعد مرور سنتين ونيف على انتشار الكوفيد، والتعامل مع الجائحة التي أفضل أن أطلق عليها اسم وباء، انقسم الناس إلى فئات تتفاوت لديها طريقة التعامل مع المرض القاتل المنتشر والذي يحصد الأرواح بخفة ولا مبالاة نمت من حيث خبا فيهم الإحساس ، وغذى في صدورهم اليباس بدل التكافل والتعلق والروية…

نما في العقول وتشعب وسواس المرض والقلق من الإصابة بمرض فاتك عضال، وهذا الوسواس هو مرض نفسي يؤثر على الحياة اليومية ، كما يعتبر الطب النفسي أن صاحب الوسواس المرضي، يعاني أحد أصناف الهستيريا، ومن يعاني القلق والتوتر باستمرار سوف يقضي عليه الخوف قبل أن يقضي عليه المرض الحقيقي..

وفي ما خص الكوفيد ثمة استخفاف في لبنان بالمرض إلى حد التفلت من اتخاذ الاحتياطات وعدم اتباع وسائل سليمة لمحاربة الوباء.

نحن إذن أمام تصرفات مهلكة على جميع الصعد وفي كل الأحوال قاتلة: الإفراط في الخوف والقلق، والاستهتار وعدم أخذ الاحتياطات الواجبة والمفيدة.!!

يصف الدكتور ديفيد.ر.هاوكنز في كتابه ” السماح بالرحيل” كيفية تعاطي الناس مع المخاوف والقلق والوسواس بالارتماء في أحضان الرذائل والمخدرات والكحول والجنس والإفراط في أنشطة وأعمال لا فائدة منها، بينما المفضل هو التروي والتبصر والقيام بأعمال بسيطة تكون في حد ذاتها أعمالا منجية تنقذ من موت محتّم.

اللوحة للرسامة التشكيلية هند أبو اسبر طنوس

 

قال الرئيس فرانكلين روزفلت ذات يوم: “الناس ليسوا سجناء اقدارهم بل سجناء عقولهم”.

وهذا الأمر صحيح ،حين نستسلم إلى هواجسنا وأمراضنا الداخلية، وهواجسنا، ومخاوفنا، مع عدم استعمال العقل حيث يجب بل في طريقة مغلوطة وفي انحدار كبير، علمًا أن العلماء والأطباء في هذا العصر، يبحثون عن علاجات للهواجس والقلق من دون تناول أدوية وعقاقير، ويجزمون أنه بالإمكان التخلص من الأمراض التالية: الانهيارات العصبية، القلق المرضي ، الخجل، الوسواس والرهاب وعدم القدرة على مواجهة الحشد والمجتمع… كل ذلك بواسطة عمل عقلي وتدريب فكري وتطوير قدرات الدماغ وقواه العصبية والنفسية..

أما الأوبئة فعلينا مواجهتها باعتماد تدابير تبين أنها ناجعة للوقاية والحماية والحد من انتشار المرض، وهي معروفة، سهلة وبسيطة وفي متناول الجميع..

لنعمل جاهدين كي ننضج فالنضوج هو الوقت الذي تتحول فيه مرايا عقولنا إلى نوافذ، فعوضًا عن أن نرى أنفسنا، نرى الآخرين.

وبكلمة نقول إن العلاج هو عدم الانطواء على الذات بل الانفتاح على الآخر وعلى الوجود.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *