النفري وقصّة “من أنت ومن أنا”
سليمان بختي
هذا النص هو لمحمود عبد الجبار بن الحسل النفري من كتابه “المواقف”.
عاش في عصر الدولة العباسية أي في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، وكان من مشايخ الصوفية وانتقل بين العراق ومصر.
من أشهر كتبه ” المواقف والمخاطبات”.
ومن فرط تواضعه لم يكتب بل كان يؤلف كتابه شفهيا لمريديه.
وأشهر ما نقل عنه عبارة ” كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة”.
اعتبر الشاعر أدونيس أن النفري هو السلف الشرعي لقصيدة النثر العربية.
توفى في عام 304 هجري.

من أنت ومن أنا
” أوقفني وقال لي من أنت ومن أنا، فرأيت الشمس والقمر والنجوم وجميع الأنوار. وجاءني كل شيء حتى لم يبق شيء فقبل بين عيني وسلم علي ووقف في الظل. (https://www.chronicpainpartners.com/)
وقال لي تعرفني ولا أعرفك، فرأيته كله يتعلق بثوبي ولا يتعلق بي.. ومال ثوبي وماملت، فلما مال ثوبي، قال لي: من أنا؟ فكسفت الشمس والقمر وسقطت النجوم وخمدت الأنوار وغشيت الظلمة كل شيء سواه، ولم تر عيني ولم تسمع أذني وبطل حسي… جاءني كل شيء وفي يده حربة، فقال لي أهرب، فقلت إلى أين؟ فقال قع في الظلمة، فوقعت في الظلمة فأبصرت نفسي”.