النظام أدّى عسكريّته

Views: 256

خليل الخوري 

 

ثمة حقيقة واضحة كالشمس في طالعة النهار، وإن كانت مؤسفة إلى حدٍّ كبير، وهي أن النظام اللبناني قد أدّى مأموريته، وبات عليه أن يتنحّى.

بدايةً، ليست الأنظمة والدساتير والقوانين من المقدّسات بشيء. هذه حقيقة يعرفها الجميع، ويمارسها الجميع في مختلف أنحاء العالم. ونحن، اللبنانيين، متقدّمون في ممارستها، بدليل أننا أجرينا سلسلة تعديلات، جذرية أو عادية، أساسية أو سطحية، دائمة أو عابرة، على نظامنا ودستورنا(…).

في أي حال حتى الغافل عن مجريات الأمور لا يستطيع أن يتجاهل أن الأزمات الهائلة المتراكمة التي تضرب لبنان، وما تؤول إليه من تداعيات، تظهر جليّاً في الانهيار الشامل، قد طرحت أسئلة مصيرية ليس لدى طرف واحد، إنما لدى ألوان الطيف اللبناني كلّها.

ندّعي أنها أسئلة مصيرية لأنها تتناول الأساس في الكيان.

ولا نقول جديداً، أو نكشف سرّاً، إذا قلنا إن الأسئلة المشار إليها تتمحور حول النقاط الآتية:

* الديموقراطية التوافقية هل هي ذات فوائد على لبنان واللبنانيين أو أنها باتت شرّاً مقيماً؟!.

* هل شعار الوحدة الوطنية بات فارغاً من مضمونه؟!.

* هل الطائفية السياسية لا تزال قادرة على الصمود، أو أنها فقدت مفعولها نهائياً وباتت وسيلة لضرب التقدم والتطور ومواكبة العصر؟!.

* هل من إمكانية (أو من ضرورة) للاستمرار في تكريس المواقع الرئاسية للطوائف؟!.

* هل إنشاء مجلس الشيوخ واعتماد اللامركزية الإدارية الموسعة كفيلان بسد الثغرات المتعاظمة والمتناسلة دوماً؟!.

* هل يعيش وينمو ويتطور بلد برؤوس ثلاثة؟!.

* هل تبقى “العصمة السياسية” في أيدي المقامات غير الزمنية؟!.

*  هل ثمة بدائل عن النظام الحالي، كالفيدرالية أو الكونفيدرالية أو العسكرية (…)، كفيلة بحل الأزمات، هذا إذا كانت ذات قابلية للحياة؟!.

… يبقى أن هذه الأسئلة مطروحة، على نطاق واسع، كما ذكرنا، هنا، قبل بضعة أيام، ولدى أفرقاء داخل الأطياف اللبنانية كلها.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *