نسمة منعشة

Views: 255

خليل الخوري 

في هذا الجو الضاغط حتى الاختناق جاء كلام قائد الجيش العماد جوزاف عون بمثابة جرعة الأوكسيجين التي هي أكثر ما يحتاجها اللبنانيون الذين ينامون على الأزمات، ويستيقظون على الكوارث، وتطاردهم المشاكل، وتنتابهم الهواجس، وتطاردهم الهموم المصيرية (…).

قال الجنرال، في جملة ما  تناول من شؤون: «في خِضمّ  ما نعيشه من ظروف أكثر من صعبة، أصبحت مؤسسة الجيش المدماك الأخير الذي يحول دون انهيار الوطن وسقوطه في قبضة الفوضى والميليشيات كما حصل في السابق»، مشيراً إلى تجربة 1975 (حرب السنتين)، واصفاً إياها بأنها كانت تجربة مريرة، جازماً بشكل قاطع: «لن نسمح بتكرارها… ولا أحد يقبل بعودة سيطرة الميليشيات والعيش تحت رحمة العصابات المسلحة”.

لا يختلف إثنان على أن الجيش هو الركيزة الوطنية الوحيدة التي لا تزال واقفة في وجه الأنواء التي يتعرض لها لبنان وتعصف فيه بقوة… وليس بالأمر اليسير أن يبقى الجيش صامداً في غمرة السقوط العام الذي أتى على مقوّمات الوطن كلها، وقد راحت تتهاوى واحدة تلوَ الأخرى في المال، والاقتصاد، والسياحة،  والمستوى التعليمي (مدارس وجامعات)، والقطاعات التمريضية والطبية والاستشفائية إلخ…

وليس جديداً أن مؤسسة الجيش تعرضت، ولا تزال تتعرض، لحملات ممنهجة، خصوصاً مع دخول البلد في حمأة معركة الانتخابات الرئاسية، بالموازاة مع الانتخابات النيابية، وبالتالي هناك أطراف عدة قد تكون متضرّرة من نجاح الجيش، بقيادة الجنرال جوزاف عون، في الحفاظ على مسافة واحدة من الجميع، مع القدرة على منع السياسة من اقتحام حصن الجيش المنيع… لذلك تُشَنُّ الحملات الجانية على القائد وعلى هذه المؤسسة الوطنية الكبرى…

ويمكن فهم هذا الواقع بعدما ارتفعت الحواجز في وجوه المرشحين الرئاسيين الظاهرين في الصورة، لتتضاءل حظوظهم إلى أدنى المستويات… مع العلم أن القائد (وهو العسكري المحترف) لا يتحرك إلا بوحي من مسؤوليته وواجبه، و»ليس ذنبه أنه ناجح» كما هو الواقع.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *